الجمعة 18-04-2025? - آخر تحديث الجمعة 29-11-2024?
محمد الثريا
محمد الثريا
وزراء عادل إمام .. وهزلية الواقع المبكي !!

دون ادنى شك تعتبر مسرحية " الزعيم " المعروفة احدى اروع الاعمال المسرحية العربية ذلك بانها عكست حقيقة واقع انظمة الحكم بالعالم العربي و كيفية ادارتها لبلدانها.

وكعادته باتقانه لادواره الهادفة دائما ، ابدع الكوميدي المخضرم عادل إمام بتجسيد شخصية الزعيم العربي ومعه ايضا ابدع الممثلون الاخرون بلعب دور وزراء ذلك الزعيم والذين لا يرفضون له طلبا..لا يصوبون له خطأ.. ولا يبدون له اعتراضا او حتى امتعاضا.. هم فقط ينفذون ما يؤمرون به، بل ويهزون رؤوسهم تزلفا مع كل كلمة يتفوه بها ..

في حاضرنا اليوم سقطت زعامات ديكتاتورية كانت اقرب بوصفها الى اصناما تعبد ، ذهبت الى غير رجعة..الا ان ركود مياة التغيير وبقاء ذات الحال كما ذي قبل او ربما اسوأ منها سيضع علامات استفهام كثيرة، خاصة عندما تشاهد كثيرا من رموز تلك الانظمة المآرقة والتي لطالما مثلت في بلدانها ذات الدور الذي جسده لها وزراء عادل إمام في مسرحية الزعيم وهي تحاول العودة مجددا بعد رحيل زعماءها التقليديين .

الهزلية السياسية تلك تكررت في اكثر من قطر عربي بعيد سقوط نظام الحكم فيه مباشرة، وان تاخرت في بعض الاقطار الا انها بالتاكيد قادمة لا محالة ..

في بلدي هذا, حيث يجتمع الجهل والفقر والمرض وكل منغصات العيش مكونين بيئة ملائمة لاعادة انتاج وزراء عادل إمام عرفناهم سابقا مع امكانية صنع وزراء جدد مثلهم بل وحتى اكثر طاعة وولاء من اسلافهم.. يبدو انه سيعاد عرض المسرحية المعروفة مرارا وتكرارا بعد ان اثبتت نجاحها فيه..

شكل انعقاد جلسة مجلس النواب المنتهية صلاحيته بسيئون وما صاحبها من حضور لنواب محنطون كما هو حال احزابهم السياسية الهرمة، انموذجا واضحا وسافرا لعودة وزراء عادل إمام، عندما اظهرت تلك العودة طبيعة الشخوص والاحزاب وكيف تتبدل مواقفهم المعلنة من قضايا سابقة، وتتغير لغتهم المتلعثمة بتغير الزعيم الجديد .

ويالها من هزلية مؤلمة و مواقف ساخرة تحدث هنا، ولربما ستفسر كثيرا حالة الركود و الجمود التي ذكرت، اذ سيطول هذا الحال كما يبدو حينما نشاهد كثرة المشاريع السياسية التي سيتوجب معها تفريخ وزراء جدد من طينة وزراء الزعيم عادل..

وكما هي الحال دائما، سنجد ان الشيئ الوحيد الذي لايتغير ابدا في جميع الاحداث الماضية والادوار المتعاقبة، هو دور الجمهور الوفي والمخلص الذي لا يكتفي بدور المتفرج والمصفق فقط بل يتعدها إلى دور المبرر في بعض المشاهد الساقطة مؤمنا بعفوية السيناريو والإخراج في كل ما يشاهده امامه ...
دمتم بخير ..