
السياسة لعبة لابد من ادراك أبعادها والتقاط مفاتيحها السرية والعثور على أقفالها السحرية، وأحيانا يكون الإسراف في الممانعة عقدة لا تسهم في فك طلاسم اللعبة وإنما تعقيدها، ما يسمح للخصوم بالاصطياد في الماء العكر، وحرف القضايا المحورية عن مسارها الصحيح في ظل غياب ممثليها الحقيقيين والمنافحين عنها حتى اخر رمق، ويبدو أن الانتقالي قد وعى الدرس جيداً فلم يفوت فرصة المشاركة في المؤتمر الجنوبي بالأردن، لكي يثبت للجميع في الداخل قبل الخارج أنه منفتح على كل القوى الجنوبية ويسقط رهانات من أدعوا بأنه يعتنق منهج الإقصاء والتهميش، لقد كانت هناك حسنة من مشاركة المناضل محمد علي أحمد في مؤتمر الحوار اليمني فهو حمل على عاتقة مهمة فضح القوى اليمنية التي تدعى دعمها للقضة الجنوبية بأدوات رخيصة لم يقبل أن يكون جزء منها، فانسحب من المؤتمر، بعد أن عراه من الداخل، اليوم يعد حضور الشيخ بن فريد لمؤتمر الحوار الجنوبي فرصة لملمة الجسد الجنوبي أولاً، والوقوف ضد كل محاولات تشويه القضية الجنوبية وإفراغها من محتواها النضالي الذي رفع شعاره ودافعه الالاف من الشهداء والجرحى في كل الجنوب من عدن إلى المهرة ومن حضرموت إلى سطقرى.