الجمعة 04-07-2025? - آخر تحديث الجمعة 29-11-2024?
عاجل وهام.. سفير ليبيا في مجلس الامن.. شاهد ماذا قال عن حفتر وعن هيثم التاجوري

سفير ليبيا في مجلس الامن.. شاهد ماذا قال عن حفتر وعن هيثم التاجوري

النص الكامل للسفير الليبي يعيد " المحيط برس " نشره كما ورد 

 

شاهد تكملة الخبر في الأسفل 

 


 

جديد اب برس

 

 

 

 

 


 

السيد الرئيس،

 

بدايةً أود أن أتقدم لكم  بالتهنئة لترأسكم المجلس هذا الشهر، متمنيا ًلكم كل التوفيق والنجاح، كما أتقدم بالشكر لمعالي الأمين العام على تقريره الوارد في الوثيقة رقم S/2019/19 عن عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وللسيد غسان سلامة الممثل الخاص للأمين العام على إحاطته بشأن نشاطات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وآخر التطورات التي شهدتها بلادي، كما نتقدم بالتهنئة لسعادة السفير “يورغن شولز” بمناسبة توليه رئاسة لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار رقم 1970 الخاص بليبيا، كما نشكره أيضاً على إحاطته الخاصة بعمل ونشاطات اللجنة.

 

السيد الرئيس،

 

يتطلع الشعب الليبي خلال النصف الأول من هذا العام إلى تطورات إيجابية نتمنى أن تصل بالبلاد إلى بر الأمان، وتحقق طموحاته في قيام دولة مدنية ديمقراطية يسودها حكم القانون، وتأمل حكومة بلادي نجاح المساعي التي يقوم بها السيد غسان سلامة ممثل معالي الأمين العام للأمم المتحدة لبلورة إطار عام موحد يشتمل على مواقف توافقية لكل الليبيين وبدون استثناء من خلال تنظيم المؤتمر الوطني الجامع الذي يشكل بارقة أمل للخروج بالبلاد من أزمتها، ولكن في نفس الوقت نود التأكيد على ضرورة احترام مخرجات هذا المؤتمر من كل الأطراف وخاصة من الأطراف السياسية المتصدرة للمشهد الليبي، وأن يكون الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في حالة حدوثه كتابياً وبتوقيع جميع الأطراف الحاضرة، والرجوع إلى مجلس الأمن في حال عدم التزام أي طرف بما تم الاتفاق عليه، كما نأمل من مجلسكم الموقر العمل على وقف التدخلات الأجنبية السلبية في الشأن الليبي تلك التدخلات التي أسهمت بشكل كبير وربما حاسم في إطالة أمد الأزمة في ليبيا من خلال تأثير بعض هذه التدخلات على بعض الأطراف في ليبيا، الأمر الذي أثر سلباً في عملية وصول الليبيين إلى حلول للمشاكل التي يعانون منها .

 

 

السيد الرئيس،

 

تمثل المنظمات الإرهابية التي تنشط في ليبيا خطراً يحدق ببلادي والعالم بأسره، ولقد نفذت هذه المنظمات في 25 من شهر ديسمبر الماضي اعتداء إرهابي على مقر وزارة الخارجية الليبية في طرابلس، نجم عنه سقوط عددٍ من الضحايا، ووقوع عددٍ من الجرحى، وتدمير أحد مباني الوزارة، وهذا الهجوم يؤكد الطبيعة البربرية والجبانة لهذه المنظمات التي تضرب في كل مكان ولا يهمها من يسقط من الضحايا الأبرياء، ولا تراعي أية قيم إنسانية أو دينية أو أخلاقية، ولمواجهة  هذه المنظمات يجب على العالم تقديم كل الدعم لليبيا في مواجهة هذا الخطر من خلال تقديم العون الاستخباراتي، وتزويد الأجهزة الأمنية الليبية بكل ما تحتاجه من معدات عسكرية ضرورية من أجل اجتثاث هذه الآفة التي نجح الليبيون في مواجهاتها في الكثير من المناسبات، وقدموا الآلاف من الشهداء من أجل القضاء عليها، ولعل المعارك التي خاضوها في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية في مدينتي سرت وبنغازي وغيرها من مدن ليبيا لأكبر دليلٍ على أن الليبيين قد يختلفون في بعض الأمور، ولكنهم يتفقون في مواجهاتهم لهذه المنظمات التي تهدد الجميع، ويرونها ظاهرة بغيضة ،ومستهجنة، ومرفوضة جملةً وتفصيلاً من المجتمع الليبي .

 

السيد الرئيس،

 

تشكل الترتيبات الأمنية في مدينة طرابلس وكامل الأراضي الليبية ضرورة ملحة وعاجلة لتحقيق الاستقرار في البلاد، وبدون نجاح هذه الترتيبات لا يمكننا تحقيق الاستقرار في عمل مؤسسات الدولة بالصورة الطبيعية البعيدة عن ضغوط التشكيلات المسلحة التي كثيراً ما تؤدي تصرفات بعض عناصرها إلى إحداث حالة من الإرباك في عمل هذه المؤسسات، بسبب عدم تنفيذ الأوامر التي تصدر إليها من القيادات المهنية  في وزارة الداخلية وغيرها من الوزارات، وفي هذا الإطار نود أن نُثني على الجهود التي تقوم بها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وممثل معالي الأمين العام السيد غسان سلامة من أجل تنفيذ الترتيبات الأمنية التي تم الاتفاق عليها  بالرغم من الصعوبات التي تواجهها عملية التنفيذ، ومع ذلك يؤكد وفد بلادي على ضرورة الوقوف بحزم ضد كل من يحاول إفشال هذه الترتيبات، كما يجب على مجلس الأمن القيام بإجراءات ترى حكومة بلادي أنها ضرورية لأجل دعم الأجهزة الأمنية في البلاد من خلال تخفيف الحظر على السلاح  المفروض بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1970، حتى تتمكن الأجهزة الأمنية من الحصول على ما تحتاجه من معدات وتجهيزات يمكنها من مواجهة التحديات المتعددة التي تواجهها البلاد والمتمثلة في انتشار الجريمة، والتشكيلات المسلحة، والجماعات الإرهابية، كما نأمل من مجلسكم الموقر أيضاً الوقوف بحزم  ضد سلوكيات بعض الدول التي تقوم وبصورة غير قانونية تخالف قرارات مجلس الأمن بتصدير كميات من السلاح، جرى ضبطها من قبل الأجهزة الأمنية الليبية  إلى جهات داخلية لا تخضع لحكومة الوفاق الوطني، ونحذر هنا من أن مثل هذه الأفعال ستسهم في تأجيج الأوضاع في البلاد، وتفشل الجهود التي يبذلها الليبيين والأمم المتحدة من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد.

 

السيد الرئيس،

 

يشكل موضوع الهجرة والتقارير التي تصدر عن بعض الأجهزة في الأمم المتحدة مصدر قلق لحكومة بلادي، وخاصة وأن هذه التقارير تُشير إلى انتهاكات يتعرض لها المهاجرون في طريقهم نحو أوروبا باعتبار ليبيا بلد عبور، وليست بلد مقصد لهؤلاء المهاجرين، وتتجنى هذه التقارير في كثيرٍ من المناسبات، وقامت باستعمال عبارات وألفاظ تتهم الليبيين بالسخرة وكراهية الأجانب، بل وصل الأمر ببعضها إلى تفسير معاني بعض الكلمات في اللهجة العربية الليبية – كما يحلو لها – في حملة واسعة ترى حكومة بلادي أن الغرض منها هو الإساءة إلى الشعب الليبي أكثر من الاهتمام بحقوق الإنسان، وفي هذا الإطار فإننا لا ننكر وجود انتهاكات  تعرض لها المهاجرين غير الشرعيون الذين دخلوا إقليم الدولة الليبية بطريقة غير قانونية، قامت بها جماعات مسلحة خارجة عن القانون مرتبطة بجماعات إجرامية عبر الوطنية، وجدت في مناخ الانقسام وعدم وحدة مؤسسات الدولة أرضاً خصبة للقيام بجرائمها التي ندينها ونستنكرها، ولكن أن يصل الأمر إلى اتهام حكومة الوفاق الوطني والقضاء الليبي بعدم النية في العمل من أجل وقف هذه الانتهاكات فهذا الأمر مرفوض، وخاصةً أن الأمم المتحدة ومجلسكم الموقر يعلم جيداً بالظروف التي تعمل فيها أجهزة الدولة الليبية وسعيها الدؤوب إلى استئناف عمل مؤسسات الدولة بطريقة توافقية تجنب البلاد الحروب ،وتحاول إيجاد حلول للخلافات بين الليبيين، كما أننا نستغرب أيضاً  الحملة التي شنتها بعض التقارير على جهاز خفر السواحل الليبي الذي ساهم بشكلٍ كبير في إنقاذ العديد من المهاجرين، وبشهادة دولٍ من الاتحاد الأوروبي، هذا الجهاز الذي نحاول بناءه من جديد وتنقصه العديد من الإمكانيات هي موضوع طلبات تقدمنا بها إلى لجنة العقوبات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1970 للحصول على معدات ضرورية لعمل هذا الجهاز ، حتى يتمكن من أداء دوره على أحسن وجه في التصدي لظاهرة نتفهم أسبابها التنموية في دول المصدر، ولكن يجب أيضاً النظر إلي آثارها السلبية والمدمرة على دولٍ مثل ليبيا، وخاصةً في ظل الظروف التي تعيشها، وهنا نود التذكير بأن هناك الكثير ممن هم دخلوا ليبيا بطريقة غير قانونية تورطوا في اعمال إرهابية وجنائية، وساهموا في القتال الذي شهدته الأراضي الليبية، بل تعدى الأمر ذلك ببروز فئة من المقاتلين الأجانب استعانت بهم للأسف بعض الأطراف الليبية  ثم انقلبوا إلى عصابات مرتزقة يحاربون من أجل المال، ويقومون بأعمال السلب، والنهب، والخطف، وأصبحوا يهددون استقرار الجنوب الليبي، وإقليم الدولة الليبية بكامله.

 

وختاماً، يود وفد بلادي التأكيد على أهمية وحدة مجلسكم الموقر في تحقيق الهدف الأساسي المناط به وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، والمتمثل في حفظ السلم والأمن الدوليين، وكما تدركون فإن الأزمة الليبية ومنذُ عام 2011 تشكل جزءاً كبيراً من أجندة عمل هذا المجلس، وفي هذا السياق يأمل وفد بلادي من مجلسكم الموقر تسريع عملية إيجاد حلول للأزمة التي تعانيها من خلال تبني مبادرات عملية وحاسمة تأخذ في اعتبارها الملكية الوطنية، وسيادة الدولة الليبية، وتضع حداً لتصرفات كل من يقف ضد استقرار ليبيا، ويشكل حجر عثرة في طريق طموحات شعبها نحو التقدم والازدهار.

 

وشكراً السيد الرئيس،