لم يخطئ الباحث عيسى عبدالمولى حين وصف جماعة الاخوان المسلمين بانهم توليفة مختلطة من افكار متباينة في التشدد وان تباين افكار اجنحتها ليس سوى وسيلة للإلهاء، كونها ما تلبث ان تذوب تلك التباينات في عبوة واحدة يشعل فتيلها المرشد ليكون الانفجار الكبير الذي يدفع ثمنه المجتمعات التواقة للنهضة والتنمية والحرية.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
قبل الزفة
"10 أيام قبل الزفة"، الفيلم اليمني الذي فكك الخلطة الاخوانية بمحافظة تعز الذي يصر التطرف ان يغرقها في بؤرة الارهاب، هذا الفيلم عرض في عدن وحضرموت وشارك في مهرجانات عربية وعالمية وحصل على جوائز عديدة، لكن تعذر عرضه في تعز بتهديدات ارهابية وحملة تطرف محمومة تبناها نشطاء الاخوان.
قبل ان يعرض الفيلم، دشن الاخوان زفة المتطرف الاخواني عبدالله احمد علي العديني الذي اعتبر عرضه منكرا يجب التصدي له فجاءت التلبية لدعوة التطرف سريعة من نشطاء الاخوان وجناح التنظيم العسكري.
اختلاط الاشلاء
الناشط عيسى عبدالمولى خلال حديثه لـ"يمن الغد"، استغرب من التأييد الذي يحظى به المتطرف الاخواني عبدالله العديني من قبل اعضاء وانصار حزب التجمع اليمني للاصلاح في وقت يعلن الحزب براءته من حملاته المتطرفة.
الاخوان ليسوا مجرد تنظيم سياسى بل هم ثقافة دينية متطرفة، اذ يجرى اعداد المجتمع على مهل للايمان بها وللتضحية فى سبيلها باسم الدين وبها يتم تقسيم الوطن والعالم كله الى معسكرين معسكر الاسلام ومعسكر الكفر لتتحول الحرب المحلية الى حرب عالمية وفقا للمفكر المصري صبحي منصور.
وتقول الناشطة سهر القحيفي خلال حديثها لـ"يمن الغد"، ان العديني لا تستفزه اختلاط الاشلاء بالدماء بقدر ما يهمه الاختلاط في الجامعات والمدارس والاماكن العامة فهو في وقت تمر تعز بدمار هائل وانهيار كبير واحداث امنية متسارعة، يشن حملاته الارهابية ضد قضايا من المفترض ان تدعمها النخب السياسية في البلاد، فما سقط مشروع قانون زواج الصغيرات من الاقرار البرلماني الا بتطرف العديني ومحمد الحزمي وكلاهما قياديان في الاخوان.
الساعد الاخطر
يعتبر حزب التجمع اليمني للإصلاح ذات الخلفية الاخوانية من اكبر الاحزاب السياسية في اليمن وهي تقع ضمن ماسمي عليه في الغرب اصطلاحا بحركات الاسلام السياسي، فالحزب يعبر بأنه صاحب ايديولوجيا عقائدية مرتبطة بفكر الاخوان المسلمين في مصر القائم على افكار المؤسس الفعلي للجماعة حسن البنا الا ان مزيد من التعمق والدراسة عن قرب لحزب التجمع اليمني لاصلاح يبدو الساعد الاخطر للاخوان في المنطقة من خلال الضوء الاخضر الذي حصل عليه للانتشار في اليمن..
ويوضح المحلل السياسي ياسين مقبل بأن النشاط السياسي لتوليفة الاخوان المسلمين يفسر العقيدة البرجماتية الذي يتمتع بها حزب الاصلاح منذ أول تأسيسه وتوظيفه للدين في خدمه مصالحه الحزبية بل الشخصية يتضح ان حزب تجمع اليمني للاصلاح قائم على اساس المصلحة الذاتية..
راقصون كالصقور
يتساءل الناشط بشير علي ـ خلال حديثه لـ"يمن الغد" ـ عن المنكر الذي يزعمه متطرفو الاخوان في فيلم يمني يعرض تحت اشراف وزارة الثقافة وهل ان ايمان اتباع الاصلاح بثقافة التطرف يعني الغاء ثقافة وفن بلاد باسرها..
ويقول انه يجب على حزب الاصلاح ان يعي ان المجتمع اليمني ذو ثقافة اصيلة وفن عريق ضارب في جذور التاريخ فمهاجله وملابسه وطقوسه العرفية كانت ولا تزال حاضرة في تنوع الرقصات الشعبية من ليوه وبرع ومالكية وشافعية ويافعية، مردفا: حين ترى ابناء اليمن يرقصون ينبهر الزائرين الاجانب وهم يشاهدون صقور في الهواء لا رجال على الارض، فنحن رقاصين نسأل الله ان يقوي الركب.
ويشير الى انه مثلما تتعدد اللهجات اليمنية بناء على ما تبقى من رواسب اللغة الحميرية، تتنوع الفنون باليمن كما تتعدد الاغاني، فهناك اغنية صنعانية واغنية حضرمية واخرى لحجية وتعزية..
كثيرة هي الفنون التي تزخر بها اليمن كجزء من فطرتها وتكوينها يجعل من الصعب اقتلاعها من قبل متطرفون تشبعوا بفكر الاخوان وفقا للناشط بشير علي خلال حديثه لـ"يمن الغد".
اخوان الكعب العالي
ويوضح الكاتب اليمني نبيل الصوفي وهو قيادي اخواني منشق، حقائق يكشفها من خلال تجربته مع الاخوان، اذ انتقل من اخوان الكعب العالي- كما كان المتطرفون يصفون طلاب الاصلاح في كلية الاعلام- الى بيعة السيف والمصحف في البدروم الاخواني لتلقي محاضرات التطرف ودروس مشائخه، فهم لم يترددوا في افشال فعالية فنية بجامعة صنعاء بذر الفلفل الاحمر المسحوق على اعين المشاركين والاعتداء الطلاب في قاعات الدراسة ومكاتب العمادة والتصدي لاي نشاط طلابي علمي بدعوى حماية الدين والحفاظ على مايسمونها الفضيلة.
انها ذات المصطلحات التي يطلقها متطرفو داعش والقاعدة ولكن بحلة جديدة وتحت ضلال حزب سياسي يعمل كمظلة للمتطرفين الجدد وفقا للناشط حافظ الوافي..
