
تواصل ألوية العمالقة - المدعومة إماراتيا - سحب ألويتها وإرسال تعزيزات عسكرية من جبهة الساحل الغربي إلى العاصمة الموقتة عدن ومحافظة أبين، بأوامر من الإمارات العربية المتحدة -العضو الثاني في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن- للوقوف مع المجلس الانتقالي الجنوبي في حربه ضد الرئاسة والحكومة اليمنية.
من هم العمالقة؟
والعمالقة هي قوة عسكرية انشأتها الإمارات وينتسب معظم قادتها إلى التيار السلفي، ومعظم منتسبيها من ابناء المحافظات الجنوبية.
وتتألف ألوية العمالقة من 13 لواء على الأقل وتضم أكثر من 15000 مقاتل، اللواء الأول بقيادة رائد الحبهي، اللواء الثاني بقيادة حمدي شكري، اللواء الثالث بقيادة عبدالرحمن اللحجي، اللواء الرابع بقيادة نزار الوجية، اللواء الخامس بقيادة ابو هارون اليافعي، اللواء السادس بقيادة مراد جوبح، اللواء السابع بقيادة علي الكنيني، اللواء الثامن بقيادة ابو اسامة، اللواء التاسع بقيادة يحيى الوحش، اللواء العاشر بقيادة عبدالرقيب سالم، اللواء الحادي عشر بقيادة مصطفى دوبلة، اللواء الثاني عشر بقيادة ابو علي الضالعي، الثالث عشر" لواء عمالقة البحار" بقيادة صفوان العُزيبي.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
وبرز اسم ألوية العمالقة عقب خوضها المواجهات مع جماعة الحوثي في جبهة الساحل الغربي، والذي حققت فيها انتصارات كبيرة على الحوثيين.
قوة العمالقة
وفي الآونة الأخيرة جرت مياه كثيرة اثرت على ألوية العمالقة إذ لم تعد بتلك القوة التي كانت عليها.
فمن جانب عملت أبو ظبي على استبعاد القائد العام لألوية العمالقة السلفي أبو زرعه المحرمي واستبدلته بآخر موالي لها، وعملت على تقليص الدعم المقدم للعمالقة لصالح الحليف العسكري الجديد العميد طارق محمد عبدالله صالح -نجل شقيق الرئيس السابق صالح- والتشكيلات العسكرية التابعة له والمسماه بحراس الجمهورية.
ومن جانب آخر عملت أبو ظبي عقب اتفاق ستوكهولم على تشتيت قوة العمالقة في جبهات القتال بالضالع والبيضاء وغيرها، بما كان يوحي إلى الشروع بتفكيكها، أما السيطرة والتحكم فقد قامت بسحبه تدريجيا من الوية العمالقة لصالح ما بات يعرف بالقوات المشتركة في الساحل الغربي والتي تعد قوات حراس الجمهورية التابعة لطارق صالح من ابرزها.
لماذا العمالقة؟
ويأتي لجوء أبو ظبي إلى استخدام ورقتها الأخيرة -قوات العمالقة- في مواجهة القوات الحكومية بعد الفشل العسكري الكبير الذي منيت به تشكيلاتها العسكرية في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات أبين وشبوة.
فقد كشفت الحرب الأخيرة، مع قوات الجيش الوطني، هشاشة، وضعف التشكيلات العسكرية للمجلس الإنتقالي، فسرعان ما تلاشت، في بضعة ساعات، في المواجهات مع قوات الجيش الوطني في محافظات شبوة وأبين وعدن.
ونظرا لما تتمتع به قوات العمالقة من سمعة ورهبة، اكتسبتها من خلال سلسلة انجازات وانتصارات حققتها في جبهة الساحل الغربي، فإن لجوء أبو ظبي إليها يأتي في مسعى منها لحسم معركتها مع الرئاسة والحكومة اليمنية في المحافظات الجنوبية، وهي آخر ما تملكه أبو ظبي من قوة عسكرية في اليمن، وتعتقد أن بإمكانها تغيير المعادلة، فقد ضلت ألوية العمالقة على الحياد في كل جولات الصراع المسلح بين أدوات أبو ظبي العسكرية والقوات الحكومية في جنوب اليمن.
هل ستشكل فارقا في حسم المعركة؟
وبحسب خبير عسكري -فضل عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية- قال لـ "الموقع بوست" إن قوات العمالقة لن تشكل فارقا في حال خوضها المواجهات إلى جانب الاحزمة والنخب التابعة للإمارات ضد القوات الحكومية في محافظتي أبين وشبوة.
وأكد الخبير العسكري أن قوات العمالقة لا تختلف عن التشكيلات الأخرى التي انشأتها أبو ظبي، لكن أبو ظبي أرادت من خلال التسمية اعطاء هذه القوات نوعاً من الرهابة لا أكثر، مشيراً إلى أن قوات العمالقة تكمن في امتلاكهم للمدرعات الإماراتية والصواريخ الحرارية، وهو ما منعت الإمارات عودتهم معها إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وبين الخبير العسكري أن العمالقة ليست إلا مجموعة مما وصفها بالدكاكين الجهوية -حسب وصفه- فلا يوجد لواء واحد من ألوية العمالقة يجمع بين الضالعي، والصبيحي، والعدني، واللحجي، فجميع الألوية تفتقر للاختلاط الجغرافي وهذا -حسب الخبير العسكري- أهم عوامل ضعفها.
وعلاوة على ذلك فإنه باستثناء اللواء الثاني عمالقة واللواء السادس فإن بقية الألوية تفتقر للخبرة، فهي ألوية انشأت حديثاً، وليس فيها خبرات عسكرية ومعظمها تعتمد على المستجدين، مؤكدا أن الاعتماد على المستجدين لا يحسم معركة.
وعن مشاركة قوات العمالقة في القتال ضد الشرعية توقع الخبير العسكري أن تشارك قوات العمالقة بالفعل في أي مواجهات ضد الحكومة الشرعية سوى كانت في عدن أو خارج عدن، فهي تقوم بتنفيذ أوامر القوات الاماراتية.
لكن الخبير العسكري أكد في ذات الوقت أن بعض ألوية العمالقة لن تقاتل ضد الشرعية فبعضها يوالي الرئيس هادي وإن كانت ظاهريا تأتمر بأمر المندوب الإماراتي.
لن تحارب الشرعية
الكاتب والصحفي عبدالرقيب الهدياني قال إن عودة قوات العمالقة إلى عدن وأبين لم تتضح أبعاده وأسبابه.
وأوضح الهدياني" أن العمالقة هي ألوية سلفية تنطلق في عقيدتها القتالية في مواجهة الحوثيين باعتبارهم روافض. مشيرا إلى أن عودتهم من جبهات الساحل في محاربة الحوثيين إلى أبين وعدن لقتال القوات الشرعية يتصادم ويتناقض مع عقيدتهم القتالية.
وتوقع الهدياني عدم قدرة الإمارات على حرفهم عن عقيدتهم القتالية لقتال الحكومة الشرعية.
وبرغم تأكيده أن الصورة لم تتضح بعد فقد أكد أن القول بأن عودة هذه المعسكرات، يأتي في إطار التحشيد لخوض حرب ضد الشرعية غير سليم.
وأورد الهدياني عددا من الأسباب التي تؤكد أن ذلك غير صحيح ومنها أن القوات الاماراتية ومليشياتها المتواجدة في عدن أابين كافية، وليست بحاجة إلى تكديس.
وأوضح أن السبب الثاني هو أن العمالقة أيضا ليست خالصة الولاء للإمارات، فهناك ولاء سعودي وتتحكم في جسم كبير من قوات العمالقة.
وتساءل الهدياني إذا كانت عودتها في إطار الحرب ضد الشرعية، لماذا تأخرت فالتحشيد له أكثر من شهر؟ وقال "هناك أمور أخرى وراء ذلك ستكشفها الأيام القادمة".