
تقرير خاص
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
شككت مليشيات الحوثي بنوايا السعودية لتحقيق السلام ووقف الحرب باليمن.
وقالت جماعة الحوثي الإنقلابية أن ستمرار الغارات الجوية للتحالف العربي يهدد عملية السلام في اليمن
ونقلت قناة المسيرة الإخبارية مؤتمر صحفي لمتحدث القوات المسلحة التابع للجماعة العميد يحيى سريع قال فيها إن إستمرار الغارات الجوية يؤكد عدم وجود نوايا حقيقية لدى التحالف في التوصل إلى مرحلة جديدة يسود فيها السلام.
وقال متحدث الحوثيين أن العشرات من الغارات شنها طيران التحالف بعد مبادرة رئيس المجلس السياسي للجماعة مهدي المشاط.
وقال مستشار الرئاسة اليمنية لدى الحوثيين عبد الملك الحجري أن هناك تصريحات متضاربة من اركان النظام السعودي عن القبول بمبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط التي تدعو الى ايقاف الحرب ورفع الحصار.
وأكد الحجري أنه لا يوجد خطوات سياسية عملية تثبت جدية النظام السعودي للقبول بمبادرة صنعاء.
وأضاف أن السعودية تواصل استهداف المدنيين وارتكاب المجازر وزادت من حصارها الاقتصادي على الشعب اليمني ومنعت 13 سفينة محملة بالمشتقات النفطية والمواد الغذائية من الوصول الى ميناء الحديدة.
اكد رئيس الوفد الخاص بالحوثيين محمد عبد السلام خلال اللقاء مع السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون والوفد المرافق له في العاصمة العمانية مسقط أن”المبادرة الرئاسية جاءت لإبداء حسن النوايا والحرص على السلام والاستقرار في اليمن وانهاء العدوان والحصار بشكل واضح”، لافتا إلى أنه “حتى اللحظة الاستجابة للمبادرة لاتتجاوز تصريحات غير واضحة لا ترقى للمستوى المطلوب الذي نعتبره استجابة لدعوة السلام الصادرة من صنعاء”.
وأوضح أن” بقاء الموقف دون تقدم واضح تجاه مبادرة السلام الرئاسية لا يساعد على استمرارية المبادرة وتحولها لتهدئة شاملة إذا لم يعلنوا موقفا واضحا مؤكدا أن الافعال هي ما يطلبه الشعب اليمني وهو وقف للعدوان وانهاء للحصار.. عندها نستطيع ان نصف هذا بالتقدم الإيجابي”.
واعتبر الوفد الوطني “أن ما قام به العدوان من شن غارات جوية استهدفت شاحنة في الصليف بمدينة الحديدة يعتبر خرقا واضحا لاتفاق السويد وردا سلبيا على المبادرة الرئاسية والتي لم يصل أي رد صريح عليها حتى الآن فضلا عن استمرار العدوان والحصار”.
واعتبر أن اعلان السعودية قبول مبادرة المشاط في وقت تشدد الحصار على الشعب اليمني دلالة على وجود صراع في دوائر الحكم السعودي بين جناحين أحدهم يقبل بالمبادرة فيما يرفضها الجناح الاخر لأهداف عسكرية.
وفي نفس السياق أكد رئيس هيئة الأركان لدى الحوثيين اللواء محمد عبدالكريم الغماري، أن طريق السلام يبدأ بوقف العدوان ورفع الحصار وأن جدية العدو تتضح بالأفعال لا الأقوال، مؤكدا أنه إذا استمر العدوان فعليه أن يستعد لتلقي الضربات العسكرية الأشد إيلاماً.
وأضاف أنه كلما أستمر العدوان كلما تصاعدت عملياتنا العسكرية الدفاعية المشروعة وتنوعت أهدافنا واتسعت خارطة الأهداف لتشمل ما يتوقعه العدو وما لا يتوقعه.
وأكد أن لدينا من التقنيات ما يجعلنا أكثر قدرة على تحقيق أهدافنا العسكرية في الزمان والمكان الذي نحدده.
وأضاف "نقول لتحالف العدوان حان الوقت لأن ترفعوا أيديكم عن اليمن وأن تعترفوا بالواقع اليمني الجديد"، مؤكدا أن الواقع اليمني الجديد لن يكون معادي لكم إذا توقف عدوانكم وتغيرت نظرتكم إلى هذا الشعب العزيز الكريم.
في موازاة ذلك، وصف نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي كلام نائب وزير الدفاع السعودي تجاه مبادرة صنعاء للتهدئة "بالمؤشر الإيجابي".
وقال العزي في تغريدة له على تويتر إن "القوات المسلحة اليمنية كانت وما زالت تتصرف من موقع المدافع وليس المعتدي".
وكان نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان قد أكد أن "السعودية تنظر بإيجابية إلى التهدئة التي أعلنت من اليمن كون هذا ما تسعى السعودية إليه"، مشيراَ إلى أن الرياض تأمل أن تطبق التهدئة بشكل فعلي كما أكد ولي العهد.
وقد اجتمعت ثماني دول بينها الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقالت إن مبادرة "أنصار الله" تمثل خطوة أولى مهمة باتجاه عدم التصعيد".
وفي 20 أيلول/ سبتمبر الماضي أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مهدي المشاط وقف استهداف الأراضي السعودية بالطائرات المسيرة البالستية والمجنّحة.
وقال المشاط "إننا ننتظر من التحالف السعودي الاستجابة لهذه المبادرة ووقف كل أشكال الاستهداف الجوي للأراضي اليمنية".
وقد سبق أن أعلن الرئيس السابق لـ"المجلس السياسي" للحوثيين صالح الصماد في العام 2016، عن مبادرة شبيهة للمبادرة التي أعلنها المشاط قبل أيام، غير أن المبادرة الأخيرة جاءت بعد عملية أرامكو النوعية والتي تُعد أكبر عملية ينفذها الحوثيون ضد السعودية منذ بدء الحرب عام 2015، خصوصاً أن العملية استهدفت أكبر منشأة نفطية في العالم، وأوقفت الرياض عن تصدير 5 ملايين برميل نفط يومياً، الأمر الذي أعطى للمبادرة زخماً ولاقت ترحيباً أممياً عبّر عنه المبعوث الدولي لليمن مارتن جريفيث، الذي وصف المبادرة بـ"الرسالة القوية لإرادة وقف الحرب"، متمنياً "الاستفادة من هذه الفرصة لتحقيق مزيد من الانفتاح وتطبيق بنود المبادرة كحسن نية من قِبل أنصار الله".
ويستبعد محللون أن تكون المبادرة نقطة انطلاقة لوقف الحرب في اليمن، خصوصاً أن الأهداف التي أعلنتها السعودية فور تدخلها في اليمن، المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وعودة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء لم تتحقق، وبات الحوثيون يمتلكون قدرات عسكرية تؤهلهم لتحقيق توازن ردع مع السعودية.