
كما كان متوقعا للقمة الروسية التركية، اليوم الخميس، والتي دامت ست ساعات، فقد جاءت الوثيقة المشتركة الخاصة بوضع مدينة إدلب، شمال سوريا، متضمنة تنازل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن شرط إنهاء حملته العسكرية الأخيرة، وهو رجوع قوات النظام السوري إلى حدود منطقة خفض التصعيد.
وبحسب ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في أعقاب القمة، فإن روسيا وتركيا ستنشآن ممرا آمنا بطول 6 كم إلى شمال وجنوب الطريق ”M4“ في سوريا، وأنه سيجري تسيير دوريات مشتركة على طول الطريق ابتداء من 15 مارس/ آذار، وذلك على أمل تثبيت وقف الأعمال العسكرية على طول خط التماس ابتداء من منتصف الليلة الخميس 5 مارس.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
ركوع مهين
صحيفة واشنطن اكزامنر الأمريكية وصفت في تقرير لها وضع أردوغان في قمة موسكو، قبل الاجتماع وأثنائه، بأنه ”ركوع أقضّ مضجع كمال أتاتورك في قبره“.
فابتداء من خضوع أردوغان لشرط بوتين بنقل القمة من أنقرة إلى موسكو، مرورا بالبرود ”الاستخفافي“ الذي أسبغه بوتين على استقبال أردوغان، وصولا إلى الكلمات الاستهلالية للرئيسين والتي ”لعق فيها أردوغان جراحه“، فإن القمة ووثيقتها المشتركة سجلت لحظة انكسار للرئيس التركي، لم تستطع، أو لم تُرد، واشنطن أن تنقذه منها، كما قال التقرير.
الرئيس الروسي أعرب بعد القمة عن ثقته في أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها ستصبح الأساس لحل الوضع في إدلب، وقال: ”آمل أن تكون هذه الاتفاقات بمثابة أساس جيد لإنهاء العمليات العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، ووضع حد لمعاناة السكان المدنيين.. وتهيئة الظروف لاستمرار عملية السلام في سوريا بين جميع أطراف الصراع“.
وأشار إلى أن روسيا لا تتفق دائمًا مع تركيا بشأن تقييمات ما يحدث في سوريا، لكن تتمكن الأطراف من إيجاد أرضية مشتركة في اللحظات الحرجة“.
وتابع بوتين: ”لقد أكدنا اليوم اهتمام بلدينا بمواصلة عملهما في إطار صيغة أستانا.. لقد كانت عملية أستانا هي التي أعطت زخماً جدياً في سياق التسوية السورية“.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه اتفق خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار في إدلب السورية ابتداء من ليل الخميس. وأشار إلى أن تركيا تحتفظ بحق الرد على هجمات الجيش الحكومي السوري.
ثغرات
وتُظهر نصوص الاتفاق المشترك والمتضمنة مهلة أسبوع كفترة اختبار لوقف إطلاق النار، ثغرات يصعب معها صموده، حيث لم يتطرق لنقاط كثيرة، وتركها معلقة.
وفي تبيان حجم التنازل التركي، وضعف هيكلية الاتفاق، أشارت جهات اختصاص إلى أنه أغفل أهم نقطتين: ”انسحاب النظام السوري من المناطق التي سيطر عليها مؤخرا، ومصير نقاط المراقبة التركية المحاصرة“.
هذا وقد توافقت معظم التحليلات على وصف ما أعلن من الاتفاق لحد الآن بأنه ”استسلام تركي بدون مقابل، مع معرفة الجميع بأنه اتفاق هش لن يلتزم به النظام أو روسيا“.