
فصلنا أيام الأسبوع بالتساوي بين الرجال والنساء وذلك لخلق أجواء مناسبة تساعدنا على سرعة إجراء المعاملات بشكل روتيني بعيدا عن الازدحام الذي يرافق النظام المفتوح في الحالات والأوضاع المستقرة نسبيا، والحديث عن دوام الفجر ماهو الا عادة اتخذها المواطن لإيجاد فرصة في الصفوف الأولى على حسب إعتقادهم رغم إن هناك نظام صارم تم إعتماده تفاديا لمثل هذه المنغصات يشتمل على صرف أرقام ومواعيد مؤرخة لكل مواطن يحضر طالبا إستخراج جواز السفر وفق مراقبة ومتابعة دقيقة من قبلنا مباشرة.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
بهذه الكلمات للعقيد حسين الكسادي مدير عام مصلحة الهجرة والجوازات بساحل حضرموت لخص نظام والية صرف الجوازات بفرع المصلحة لجميع المواطنين من أبناء الجمهورية اليمنية على حد سواى، مؤكد في الوقت ذاتة إن هذا النمط هو المستمر في الوضع المستقر بعيدا عن الحالات والظروف الاستثنائية التي غالبا ماتعصف بفرع المصلحة بين فترة وأخرى.
استوقفتني جملة الظروف الاستثنائية في آخر حديث العقيد الكسادي وأوضح قائلا منذ الأزمة اليمنية ومامرت وتمر بها الدولة من منعطفات حرجة في مختلف المرافق الحكومية والمصالح العامة للدولة وكذالك الوضع الخاص الذي عصف بساحل حضرموت تحديدا تعرقلت خلالها عملية إصدار جوازات السفر مثلها ومثل كافة هويات السجل المدني ووثائق السفر التي أرقت كاهل المواطن وخاصة من لم يتحصل عليها مسبقا أو المنتهية صلاحياتها على حد سواى.
كيف تم تجاوز هذه المعضلة العويصة والمؤرقة للمواطن؟. كان لهذا السؤال جواب مطول عبر العديد من التدابير والإجراءات التي كفلت إعادة العمل وفق النظام بعد أحداث أبريل وإستقرار الوضع خاصة في ساحل حضرموت التي بادرت بإعادة النشاط لمختلف المرافق ومن ضمنها فرع المصلحة في ساحل حضرموت الذي كان من المستحيل إرجاع وضعه للعهد السابق لولا الجهود المبذولة من سيادة اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية الذي كان له الدور الرئيسي بالتنسيق مع قيادة الدولة وقيادة التحالف العربي التي عجلت في إعادة المنظومة للعمل وربطها بالنظام الرقمي الموحد للاصدار الالي العام لكافة فروع المصلحة بالجمهورية والمركز الرئيسي.
هناك أصوات عديدة ترتفع هناء وهناك تتحدث عن عرقلة أو تاخير في إستخراج وثائق السفر قد تمتد إلى شهر أو تزيد؟. كما أوضحت في حديثي سابقا بوجود نظام القيد والترقيم لكل من يرغب في الحصول على جواز سفر بكل يسر وسلاسة إلا إن هناك الكثير من المعوقات لعل أهمها كثر الضغط والازدحام الشديد للمتقدمين وتزايد المتقدمين بشكل مستمر وكذالك عدم مقدرتنا على مواكبة أعداد المتقدمين في الصادر والوارد من المركز الرئيسي كون الفرع مجرد جهة إدخال للبيانات ليتم مراجعتها وإصدار أمر الصرف والطباعة بعد الإجازة وهذا قد يكون من أهم المعوقات الا إننا في فرع المصلحة نعمل وبشكل متواصل مع الإدارة العامة لتفادي أو تقليل وقت الانتظار في الصرف.
يتحدث البعض عن عدم الانضباط في الدوام الرسمي وتصلنا الكثير من هذه الأحاديث والتي اوكد لك إن لا أساس لها من الصحة والحقيقة إن كادر العمل في فرع المصلحة يعمل فوق طاقته بل يتعدى فترات العمل الرسمي والتي قد تبداء من ساعات الصباح الأولى ما يقارب السادسة إلى أوقات متأخرة من ساعات المساء قد تصل إلى العاشرة في دوام متواصل.
نتلقى ما يقارب 600 إلى 700 معاملة في اليوم الروتيني للعمل يتم إدخالها بينما لا تتجاوز المعاملات الواردة لقسم الطباعة من المركز الرئيس إلى 300 نسخة يوميا وهذا فارق كبير في التراكم الذي يحدث عرقلة ولغط في قوائم المتقدمين، وهناك حاليا ما يقارب ستة الف معاملة مدخلة لم يتم إلى الان تحويلها لجهة الإصدار والطباعة.
نعمل بكادر نسائي مؤهل في كبائن الإدخال والتصوير ولدينا في الوقت الحالي ثلاث وحدات وجاري تجهيز وحدة بحرم المبنى على مستوى الأرض خاصة للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة عما قريب، وفيما يخص الحالات المرضية نعتمد على سياسة الأولوية في المعاملة والصرف بأسرع وقت وذالك بالتواصل والتنسيق المستمر مع المركز الرئيسي، كما إن هناك حالات تتطلب التعجيل في الإصدار متمثلة بحاملي الاقامات والطلاب المبتعثين للخارج والمرافقين للمرضى كذالك، وأوضح إن هناك إشكالية في إلغاء العمل بختم التمديد للجواز من قبل المركز الرئيسي للمصلحة والذي كان يعطي فرصة عامين للعمل بالجواز المنتهي حديثا حتى مطلع العام الحالي.
ومثلما لكل المعارك جنود مجهولين ففرع المصلحة يضم العديد ولعل أبرزهم العقيد فهمي بلكديش نائب رئيس المصلحة والذي يتحمل على عاتقة المتابعة وتنفيذ القرارات والخطط التشغيلية والتنظيمية لهذا المرفق، توجهت إلى مكتبة ولكنني بالكاد استطعت الوصول إلى محاذات الطاولة لإلتقاط صورة وسط ذاك الكم الهائل من المراجعين لأكتفي مجبورا على التراجع وفسح المجال.
حدثني بعض من تواجدوا هناك بإن العقيد فهمي يحضر بشكل شبة يومي في الساعات الأولى من الصباح ولعل أغلبها تقترب من الفجر وذلك للاطلاع على صف وطباعة الوثائق الجاهزة للإصدار بحسب النظام المتبع في الصرف و الإدخال أنف الذكر، وكان جواب إستفساري عن التوقيت هو رغبة في عدم استقطاع وقت الدوام الرسمي في متابعة مثل هذة الامور التي قد يعتبرها الكثيرون مجرد روتين عملي ليس الإ.
وكان للعقيد الكسادي كلمات أختتم بها حديثه عن ضرورة الإنضباط والصبر من المواطنين ومشددا على عدم إيجاد أو إتاحة أي فرص للسمسرة والتعقيب على حد قوله وذلك لإن فرع المصلحة يعمل جاهدا لخدمة الجميع دونما إستثناء وفق الإمكانيات المتاحة ومؤكد في الوقت ذاتة إن الإشكاليات من السمسرة والنصب كثيرة رغم إن الإدارة مشددة على هذا الجانب ولكن المراجعين هم من يبحثوا عن خلقها من العدم.
اقرأ المزيد من عدن الغد | ساحل حضرموت.. بين الفجر و الهجرة