
في الحادي عشر من شهر مارس الجاري أعلنت ميليشيا الحوثي الانقلابية إفلاس شركة الاتصالات اليمنية "واي" لخدمات الهاتف النقال، في خطوة وصفها اقتصاديون بأنها تهدف إلى تمكين نافذين من استكمال الاستحواذ والسيطرة عليها.
ونشرت المحكمة التجارية الابتدائية في صنعاء والخاضعة لسيطرة الحوثيين في 11-مارس-2020م، إعلانا عن إفلاس شركة "واي"، وهي رابع شركة للاتصالات النقالة في اليمن. وحصلت على ترخيص مزاولة النشاط مطلع العام 2007 م
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
وزعمت المحكمة أن إعلان إفلاس هذه الشركة جاء بناءً على عجزها عن سداد ديونها التجارية لـ"شركة لينك ان تايم المحدودة" و"شركة مينا فاز المحدودة" في ضوء رفع الشركتين دعوى ضد "واي" أمام المحكمة.
مصدر مطلع أكد ان بين الإعلان الحوثي وبين الحقيقية ألف عام ، وأن تلك الحيثيات التي وردت في الحكم ماهي إلى مبررات واهية لإستكمال الاستحواذ على الشركة ونقل ملكيتها لقيادات حوثية بالشراكة مع قيادي بارز بالحكومة الشرعية .
وأضاف المصدر أن سلسلة الاحداث التي تعرضت لها شركة "وأي" ، ابتداءً بمصادرة الحوثيين 17 مليار ريال من الشركة وفرضهم عليها ضرائب وجبايات غير قانونية وغرامات باهظة، ومصادرت أسهم بعض الشخصيات ، وانتهاءً باعلان إفلاسها ، جاءت كل تلك الأحداث بترتيب وتنسيق مع عراب الصفقات المشبوهه ، القيادي في الشرعية اليمنية ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم ، أحمد صالح العيسي .
وأشار المصدر أن "التمساح" المسيطر على كل شيء في اليمن ما عدى "الهواء" بحسب ما وصفته صحيفة "لوموند" الفرنسية ، قد اتجه مؤخرا نحو قطاع الاتصالات لإضافته إلى مملكته المثخنة بالفساد ، والخارجة عن نطاق المحاسبة والعقاب .
وأوضح المصدر أن "العيسي" عقد صفقة كبيرة مع ثلاثة من أبرز قيادات الحوثي ، على رأسهم الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام ، تتضمن الاستحواذ على شركة "وأي" ، وإعلان إفلاسها بعد سلسلة من المضايقات ، ومن ثم إعادة فتحها بالعاصمة المؤقتة عدن ، بالشراكة بين التاجر احمد العيسي بنسبة 49% والقيادات الحوثية بنسبة 51%
وتضمن الاتفاق الذي تم بين العيسي ومحمد عبدالسلام في لقاء سري بالعاصمة العمانية مسقط ، أن يتكفل أحمد العيسي محاربة وتعطيل "عدن نت " بينما يقوم الحوثي بتقليص نفوذ "يمن نت" ، ويمن موبايل ، وتدميرهم تدريجيا بحيث يصبح المجال مفتوح للشركة الجديدة الهجين "وأي".
وهو ما اصبح واضحا للعيان من خلال تعثر شركة "عدن نت" رغم المبالغ الباهضة التي رصدت لها ، إلا أنها ولدت مشوهة ولم تتجاوز بعض الحارات في مدينة عدن ، أما "يمن نت" فقد شرع الحوثيون بتدميرها من خلال رفع رسوم التعرفة ، وابطاء الخدمة ، ومحاربة أصحاب الشبكات المحلية ، وهو ما ينطبق أيضا على شركة يمن موبايل التي دخلت هي الأخرى مرحلة الموت السريري .
وبعد تنفيذ الطرفين لمعظم بنود الاتفاق أصبح المجال مفتوح أمامهم لتنفيذ المرحلة الأخيرة واعلان استئناف نشاط شركة "واي" من العاصمة المؤقتة عدن .
وفي هذا الإطار بدأت "شركة جراند تكنولوجي" التابعة لرجل الأعمال أسامة ثابت بتجهيز شركة "واي" بتقنية الجيل الرابع 4G، لتدشين عملها كشركة اتصالات خاصة بالجنوب، إضافة إلى محافظات إب وتعز ومأرب .
أما تراخيص تقنية الجيل الرابع 4G ، التي يتجاوز سعرها 300 مليون دولار ، فقد أستخدم أحمد العيسي نفوذة القوي - كما وصفته صحفية «لونا كريج» الإنجليزية - وحصل عليها مجاناً ، إضافة إلى 600 موقع، وتراخيص ترددات إضافية للترددات السابقة للشركة .
وأمام هذة الصفقة يبدو أن قطاع الاتصالات على موعد مع الاحتكار والاستحواذ والازمات المفتعلة التي يعيش عليها التاجر "العيسي" ، تماما كما يحدث مع استيراد المشتقات النفطية التي استحوذ عليها ، وكَوَّن من خلالها مملكته الخاصة على حساب الوطن والمواطن ، وأفقد الريال اليمني من خلال صفقاته النفطية اكثر من 40% من قيمته أمام العملات الاجنبية ، حيث يرفض التاجر العيسي استيراد الشحنات النفطية بالعملة المحلية ، مما يضطر شركة النفط إلى شراء مايقارب 3 مليون دولار شهريا من السوق بما يعادل اثنين مليار ريال يمني ، وهو ما يؤدي إلى انعدام العملة الصعبة في السوق وانخفاض قيمة الريال اليمني امام الدولار .
اما علاقة أحمد العيسي والحوثيين فليست وليدة اليوم ، ولم تكن شركة "وأي" إلا واحدة من نقاط التقاء المصالح المشتركة ، فشحنات وناقلات النفط التابعة للعيسي تصل بشكل مستمر إلى مناطق سيطرة الحوثيين ، عبر وكلاء ومصالح مشتركة.