
كورونا والعرب ونظرية المؤامرة مهم جدآ لا يفوتك
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
شيوع وباء كورونا ، وأنا أقرأ يوميا صحيفة ” الشعب ” الصينية الرسمية ، ولا أستثني من القراءة اليومية وكالة ” شينخوا ” الرسمية أيضا ، ولا أتغافل عن المرور اليومي على موقع إذاعة الصين . أكاد أغدو “خبيرا ” في شؤون الصين ، وأنا المتجول والمتنقل بين المواقع الصينية التالية : (الصين اليوم )ـ ( شبكة الصين )ـ ( تلفزيون الصين ) ـ وزارة الخارجية الصينية ـ الصين بعيون عربية ـ ( المركز العربي للمعلومات ـ بكين ) – ( مركز دراسات الصين وآسيا ) ـ ( منتدى التعاون الصيني ـ العربي ). لم يحدث أن عثرت على تحليل أو تقرير صيني يتحدث عن ” مؤامرة كورونا ” على الصين . ولم يصدف أن قرأت تصريحا لمسؤول صيني يتحدث عن ” حرب جرثومية ” على الصينييين . ولم أجد موقفا صينيا يقول إن كورونا أو ” توفيد 19 ” حرب الرجل الأبيض على الرجل الأصفر. لا يتحدث الصينيون عن مؤامرة العرب يتحدثون ويبذرون بالحديث عن ” مؤامرة كورونا “. هنا جولة بما يقوله الصينيون : بتاريخ 4ـ 3ـ 2020 كتبت وكالة أنباء ” شينخوا ” تعليقا بعنوان ” من جمركة السلع إلى تسييس الوباء ” ، جاء فيه : ” بينما يواصل فيروس كورونا الجديد انتشاره من دولة إلى أخرى عبر قارات العالم المختلفة ، استغل بعض السياسيين الإنتهازيين الخوف العالمي من هذا الطارئ الصحي القاتل في أشياء ليست مهمة مثل التشهير واختلاق الأكاذيب وسوق الإتهامات دون أساس، ومؤخرا، اتهم وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الصين وإيران بالتستر على شدة الوباء، في تصريحات تهمل الحقائق ، وفي نفس المسلسل ، اتهم البعض الصين بعدم الشفافية في مكافحة الفيروس ، ولمح البعض إلى أن فيروس كورونا الجديد هو سلاح حيوي من صنع الإنسان”. الصينيون يستنكرون تسييس وباء كورونا والصينيون يشمئزون من القول بأن كورونا من صنع الإنسان مع ذلك : بعض العرب يصرون على المؤامرة . بتاريخ 10 ـ3ـ2020، كتبت وكالة ” شينخوا ” فقالت : ” تقول شائعة إن تفشي كوفيد-19 قد يختفي في إبريل / نيسان مع ارتفاع درجة الحرارة في معظم البلدان والمناطق المتضررة من فيروس كورونا الجديد ، والحقيقة هي أنه وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية ولما قاله بعض الخبراء ، مازال من السابق لأوانه تحديد ذلك ، وعلى الرغم من أن بعض الفيروسات موسمية ، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان فيروس كورونا الجديد سيتصرف بنفس الطريقة ، فقد حذر علماء الأوبئة بالفعل من الرهان على الطقس في مسألة توقف انتشار المرض “. في هذا التقرير يتحدث الصينيون بعلم وعن علم لا يهجسون بنظرية المؤامرة يحتملون علاقة كورونا بالمناخ ولا يؤكدون ينقلون عن منظمة الصحة العالمية احتمال ان يكون كورونا موسميا فينصرف مع ارتفاع درجات الحرارة ، ولكنهم لا يجزمون يتحدثون بعقل ويقتصدون بالكلام فيما عرب ، وما أكثرهم ، يسرفون بالكلام بحديث المؤامرة إلى حدود اختناق أنفاس الصين . المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كنغ شوانغ ، أدان في تصريح ( ” شينخوا ” 9 ـ3ـ2020) ما أسماه ” الممارسة الأميركية الدنيئة المتمثلة في وصم البلاد ومدينة ووهان بفيروس كورونا الجديد ، ” وقال : ” تصريحات بومبيو تشوه مشاركة الصين للمعلومات المتعلقة بالفيروس ، ومنذ اندلاع مرض (كوفيد-19) تقدم الصين معلومات محدثة في الوقت المناسب عن الفيروس إلى منظمة الصحة العالمية والبلدان والمناطق بما فيها الولايات المتحدة ، بطريقة مفتوحة وشفافة ومسؤولة، وشاركناهم التسلسل الجيني لفيروس كورونا الجديد “. الصينيون يتحدثون عن التسلسل الجيني لفيروس كورونا وأنهم يقدمون معلومات عن كورونا للولايات المتحدة الأميركية العرب ، أو بعضهم يريدون كورونا مؤامرة لا أحد يدري إذا كان الصينيون يستمعون إلى التحليلات العربية . إلى المزيد : أوردت “إذاعة الصين ” ـ وكالة “شينخوا ” (16 ـ3ـ2020 ) أن يانغ جيه تشي ، مدير مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، قال خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو : ” كانت الصين منفتحة وشفافة ومسؤولة إزاء إبلاغ منظمة الصحة العالمية والبلدان، بما فيها الولايات المتحدة، بالوضع، وعملت على تبادل المعلومات ذات الصلة ، و إن بعض السياسيين الأميركيين كثيرا ما قاموا بتشويه سمعة الصين ، كما حث الجانب الأميركي على تصحيح سلوكه الخاطئ على الفور والتوقف عن توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين “. الصينيون يشكون عدم تصديق الولايات المتحدة إياهم الصينيون يقولون : على الولايات المتحدة تصديقنا ، فنحن شفافون ونتبادل المعلومات مع الجميع الصينيون يقولون للأميركيين : لا تشوهوا سمعتنا العرب يقولون : مؤامرة. ينتقد الصينيون بشدة مساعي الأميركيين لتشويه صورة الصين ووصفها بأنها ” حاضنة أوبئة ومريضة آسيا ” ويتهمونهم بالإستثمار في الأوجاع ، وهذا تعليق على موقع تلفزيون الصين (16ـ3ـ2020) : ” يظهر شبح العنصرية في المجتمع الأميركي بين حين وآخر منذ فترة طويلة، ومع اندلاع تفشي وباء الإلتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد أصبح الأمر حجة لبعض الناس لإظهار العنصرية ، ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مؤخرا مقالا بعنوان ” إن الصين مريضة آسيوية حقيقية ” أثار التمييز العنصري علنيا ، وهذا مخالف للحقائق الواقعية والأخلاق المهنية ، وتعرض لإستنكار عام من المجتمع الدولي ، وبرغم الإتصالات الصارمة من الجانب الصيني تكرارا والإستنكار العمومي من المجتمع الدولي لم تبد الصحيفة أي اهتمام ورفضت تصحيح الخطأ بحجة حرية التقرير الإخباري والتعليق واستقلالية التحرير”. التعليق الصيني اتهم الصحيفة الأميركية بالعنصرية . لم يقل إن كورونا حرب جرثومية أميركية أو غربية على الصين . هذا تعليق ثان من تلفزيون الصين ـ 8 ـ 3ـ 2020 : ” يشهد وباء الإلتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد انتشارا مستمرا على نطاق العالم كله في الوقت الحالي ، ما أعطى الفرصة لبعض السياسيين الغربيين المناهضين للصين لمواصلة تشويه سمعتها بنشر الشائعات وتوجيه أصابع الإتهام إليها من خلال تحميلها مسؤولية تفشي هذا المرض المعدي على النطاق الدولي ، حتى أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو زعم أن البيانات المتعلقة بالفيروس التي قدمتها الحكومة الصينية للولايات المتحدة ليست كافية أو مكتملة ، الأمر الذي زاد من صعوبة مكافحة الحكومة الصينية لوباء كورونا ، إن صوت الحقائق أعلى من الكلمات، والصين ليست غائبة عن هذه المعركة العالمية ضد فيروس كورونا الجديد ” . التعليق الصيني يقول إن بعض السياسيين الغربيين يستغلون انتشار كورونا لتشويه سمعة الصين التعليق يقول إن سياسيين غربيين يحملون الصين مسؤولية انتشار كورونا لم يقل إن كورونا حرب جرثومية على الصين لكن بعض العرب يقولون ذلك ويجزمون ، كما لو أنهم راسخون في علوم الحروب والجينات والأوبئة ، كما لو أنهم متجذرون في علوم الأرض والسماء . وكالة أنباء ” شينخوا “( 15ـ3ـ2020) تحدثت عن مقال للرئيس الصيني شي جين بينغ دعا فيه : إلى تعزيز التعاون الدولي في البحث العلمي ، موضحا أن أمن الصحة العامة تحدٍ مشترك أمام البشرية ، ويتعين على جميع الدول التعاون في مواجهته “، وشدد المقال ” على أهمية حملات النظافة العامة في تحسين البيئة ، و على القضاء التام على عادة أكل الحيوانات البرية السيئة ، من أجل دعم نمط حياة متحضر وصحي وصديق للبيئة.” رئيس الصين يتكلم لكن : قالت العرب : وجدتها !!! كيف ؟ نقلت مواقع إخبارية عدة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان قوله ( 16ـ 3ـ2020) : ” عن وجود اثباتات تؤكد أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية هي التي نشرت فيروس كورونا في الصين ، وهناك أدلة تؤكد أن فيروس كورونا تم إنشاؤه من قبل علماء أمريكيين عام 2015 “. هذا الخبر لم يتم العثور عليه في وسائل الإعلام الصينية إلا أن تشاو لي جيان ، كان قال (12ـ3ـ2020) إن فيروس كورونا ربما جلبه الجيش الأميركي إلى الصين . هنا تمسك العرب واستمسكوا ب ” نصف الآية ” ( لا إله ) ولم يبحثوا عن النصف الآخر وعن تفاصيل الموقف والتصريح ، فالمتحدث باسم الخارجية الصينية ، كان يشير إلى مشاركة العسكريين الأميركيين في دورة الألعاب العالمية الرياضية العسكرية التي أقيمت في تشرين الأول / اكتوبر 2019 في مدينة “ووهان” موئل وباء كورونا ، وهؤلاء العسكريون الأميركيون ـ بحسب تشاو لي جيان ـ كانوا مصابين بكورونا ، ومن خلال الإحتكاك والمخالطة مع أهالي ” ووهان ” ، نقلوا العدوى إليهم ، ولذلك طالب تشاو لي جيان أن يكون الأميركيون شفافين ويكشفوا عن أرقام مرضاهم ومصابيهم . هي حرب مواقف وبيانات إعلامية ـ سياسية ـ أخلاقية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية الأميركيون يتهمون الصينيين بالتقصير بمكافحة كورونا الصينيون يردون بأن الأميركيين يشوهون سمعتهم الأميركيون يصفون كورونا ب ” فيروس ووهان ” أو ” الفيروس الصيني ” الصينيون يقولون إن الأميركييين عنصريون ويطلقون اتهامات غير أخلاقية وغير مسؤولة الولايات المتحدة تقول إن الصين تتحمل مسؤولية انتشار الوباء الصين ترد بالقول إن الولايات المتحدة تنشر ” فيروس سياسي ” ضدها . فيروس سياسي وليس ” فيروسا بيولوجيا “. تلك هي المسألة : فيروس سياسي من يقنع العرب بما تقوله الصين ـ الضحية ؟ أو بما يقول قتيل كورونا ؟. قبل الختام : تحت عنوان ” أنا…. ووهان ” ، كتبت صحيفة ” الشعب ” الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بطاقة تعريفية عن مقاطعة ” ووهان ” ( 26ـ2ـ2020) فقالت : ” أهلا وسهلا … أنا ووهان … ” لم أكن أتوقع أن فيروس كورونا الجديد المفاجىء سيجذب إلي أنظار العالم ، نعم بسبب الفيروس المفاجئ أنا مريضة. ” فهمت خصوصية مرضي من الخبراء والأطباء ، ومن أجل حماية صحة الناس وعدم انتشار الفيروس أغلقتُ على نفسي و أتعاون مع العلاج الطبي بهدوء. ” لقد فكرت كثيرا بعد أن أصبت بالمرض، وفي قلبي كلمات كثيرة أود أن أبوح بها لأصدقائي في أنحاء العالم ، لم أفكر في أن أكون ” مشهورة ” بهذه الطريقة التي جعلت العديد من الأصدقاء يسيئون فهمي. ” أتطلع إلى أن نخلع الكمامات بعد احتواء الفيروس، ونجلس عن قرب ، نأكل وندردش، أنتظر ذلك اليوم ، ووهان ترحب بكم “. لم تتحدث صحيفة ” الشعب ” عن حرب ولا عن مؤامرة ولا عن هجوم جرثومي ولا عن مقتلة بيولوجية تحدثت عن وباء ومرض لكن العرب يتحدثون عن مؤامرة !!! كيف نفسر ذلك؟ إلى الختام : بتاريخ 13 ـ 3ـ 2020 جاء عنوان تعليق في صحيفة ” الشعب ” الرسمية على هذا النحو : ” التجربة الصينية تمنح العالم الثقة في الانتصار على فيروس كورونا الجديد “، وفي 16ـ3ــ2020 نقلت الصحيفة نفسها في تعليق آخر عن كبير المستشارين في منظمة الصحة العالمية بروس ايلوورد قوله : ” لو كنت مصابا بالفيروس ، لفضلت الحصول على العلاج في الصين”. الصينيون يتحدثون عن نجاح التجربة الصينية في مكافحة الوباء. يسمونه وباء وباء أنتجته الطبيعة العرب يتحدثون عن مختبرات أنتجت الوباء الصينيون لا يتحدثون عن مختبرات أول مرة نسمع ونقرأ أن خبرة العرب متقدمة على خبرة الصين . يا لخبرة العرب يا لمختبرات العاربة والمستعربة !!!.