
وسط أجواء القلق والترقب الذي يعيشه الشارع اليمني جراء انتشار جائحة "كورونا" في معظم دول العالم، تنشط المليشيات الحوثية في استغلال هذا الحدث العالمي للترويج لأفكارها الكهنوتية ونشر الكراهية والخوف واليأس في نفوس المواطنين بغرض تجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها، خصوصاً بعد مصرع عدد كبير منهم في معارك الجوف ونهم وتعز ومأرب.
وبحسب معلومات تؤكدها الوقائع على الأرض، فإن المليشيات تقوم حالياً بتنفيذ خطة إعلامية هدفها الرئيسي هو غرس فكرة "العقوبة الإلهية" المتمثلة بفيروس كورونا، والتي لن تجد معها فكرة البحث عن أي علاج أو لقاح يقي منها، ما لم يسارع اليمنيون الى التوبة من خلال "إصلاح الخطأ التاريخي الذي ارتبكه سلف الأمة وتولي آل البيت" على حد زعمهم وخطابهم المتداول، والتوجه فوراً الى الجبهات.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
عقوبة إلهية
استغل الحوثيون المنابر يوم الجمعة الماضية للتحريض على الدول التي قامت بإغلاق المساجد مؤقتاً لمنع انتشار الفيروس من خلال تكفير قادة وعلماء تلك الدول، وبث الخطباء المحسوبين على الانقلابيين العديد من الخرافات حظيت باستهجان وسخرية المصلين،
ففي يوم الجمعة بمسجد "حمزة بن عبد المطلب" في حي شيراتون دعا الخطيب الحوثي المصلين أثناء الخطبة إلى سرعة التوجه إلى الجبهات بدلا من " الموت بسبب كورونا"، ولاقت هذه الدعوة سخرية واسعة من قبل الأهالي، فقد أثار الكلام أحد المصلين لينهض من مكانه ويقول للخطيب إن علاج الكورونا هو العزل الصحي والمكوث في البيوت وليس التوجه إلى الجبهات، ثم تبعه شخص آخر وسأل الخطيب قائلاً: "ما دام الأمر هكذا فلماذا ثاني أكبر دولة انتشر فيها الفيروس بعد الصين هي إيران"؟ فأجابه الخطيب: "إجلس يا إبن سعادة" ساخرا من السائل ليسكته، الأمر الذي أثار استياء المصلين وحدثت مشادات كلامية بينهم وبعض المنتمين لجماعة الحوثي المبثوثين بين الصفوف لإثارة الفوضى.
وفي مسجد الفتح في حي "سعوان" قال الخطيب المعين من قبل الحوثيين، إن وباء كورونا هو عقوبة إلهية للعالم الذي انحرف عن "منهج أهل البيت" وسلم زمام القيادة لمن وصفهم بـ" الدواعش" و"الامويين "، وسط دهشة عارمة من المصلين الذين لم يتوقعوا بأن تصل الجماعة إلى هذا المستوى من السخف.
وفي الخطبة الثانية وجه الخطيب دعوة إلى الشعب اليمني للإختيار بين الموت بـ"الفيروس" أو الموت في "جبهات القتال" حد تعبيره، وتساءل أحد المصلين: وهل اصبح الموت هو الخيار الوحيد المتاح أمام اليمنيين وكل ماعليهم فعله هو اختيار الطريقة؟.
وفي حي" برلين" قال مواطنون إن مشرفاً حوثيا يدعى" أبو تأييد" قد ألقى خطاباً في جلسة عزاء الأربعاء الماضي، لرجل توفي نتيجة ماس كهربائي، وذكر من جملة كلامه إن الذين لا يزالون في البيوت ولم يذهبوا الى الجبهات "يستحقون الموت" سواء بالكورونا أو جوعا وعطشا، وحذر المستمعين من اتباع الإرشادات الصحية المتعارف عليها في حال الإصابة زعماً منه بأن تلك الإرشادات عبارة عن "خطة خبيثة من أمريكا واسرائيل لنشر الكمامات والمعقمات التي تحتوي على مواد مشعة وسامة تسبب العقم، وبعضها يذهب الـ"غيرة"!!.
يضيف ساخرا "حامد. للصحوة نت "بأن المدعو أبو تأييد، قد كشف في جلسة العزاء عن العلاج الفعال لمرض الكورونا القاتل، وهو عبارة عن " الصرخة" الحوثية، قائلاً بأنها دواء ناجع لكافة الأمراض وليس الكورونا فحسب، لأنها تمثل "الضراعة" الى الله والبراءة من "النصارى واليهود" الذين تسببوا بالوباء، وإذا أراد المسلمون جميعاً الوقاية من الكورونا، فما عليهم سوى ترديد الصرخة في كافة الدول الإسلامية".
مستقبل غامض
يري الناشط الحقوقي "مجيب السامعي"، أن اجتثاث هذه "الشجرة" بات ضرورة للبقاء، وأمراً لابد منه في سبيل الحفاظ على مستقبل الأطفال الذين يستقون من الحوثيين حالياً مثل هذه الأفكار والخزعبلات في المدارس والمراكز الصيفية.
وقال السامعي: "لم يعد لدى اليمنيين ذرة شك بأن هذه الجماعة عدوة للعلم والمعرفة والدين والحضارة والصحة وكل شيء، فبدلا ً من البدء باتخاذ اجراءات احترازية للوقاية من العدوى، يخوفون المواطنين من أساليب الاحتياط العلمية لأن الصرخة هي الدواء".