الخميس 22-05-2025? - آخر تحديث الجمعة 29-11-2024?
كورونا وبرج بيزا ؟!

إیطالیا تبدو مائلة ومتھاویة ولكنھا لن تسقط مثل برج بیزا الصامد منذ عدة قرون.
٧٩٣ حالة وفاة وقعت الیوم فقط في إیطالیا! ٧٩٣ حالة وفاة في یوم واحد! وھذا لیس
مفاجئاً، فبالأمس وحده أیضا، في إیطالیا طبعاً، وقعت أكثر من ٦٧٠ حالة وفاة.
یا للھول!
نحو ١٥٠٠ إنسان ماتوا في إیطالیا في یومین فقط!
ھذا عدا آلاف المصابین المرشح بعضھم للوفاة.
إیطالیا تتعرض لعدوان. إیطالیا تھوي تحت ضربات كورونا الوحشیة، في الوقت
الذي یجتاح فیھ ھذا الوباء المریع أوروبا وبقیة القارات ضاربا البلدان بلدا بعد آخر،
ومتوعدا بقیة البلدان في القریب العاجل.
نظام إیطالیا الصحي یعد من أفضل الأنظمة الصحیة في العالم، لكنھ انھار تماماً.
لأول مرة منذ الحرب العالمیة الثانیة یتم المفاضلة في العلاج بین حیاتین، كانوا یقولون
"ھذا الجندي إصابتھ بالغة وبات علاجھ مئیوساً منھ، دعونا نھتم بالجندي الذي ما یزال
علاجھ ممكنا وحیاتھ مفیدة"، ویھملون علاج الجریح المثخن ویعالجون الأقل جراحاً.
وھذا لم یحدث إبان الحرب العالمیة الثانیة في إیطالیا وحدھا، بل في سائر البلدان
المشاركة في الحرب.
الیوم، وبعد إنھیار النظام الصحي الإیطالي، تحدث ھذه المفاضلة في ھذاالبلد الذي یعد
من أفضل البلدان تقدیما للرعایة الطبیة لمواطنیھ وللمقیمین الأجانب فیھ واللاجئین. في
مثل ھذا البلد، باتوا یقولون: ھذا كبیر في السن وأصبح علاجھ من كورونا مئیوسا منھ،
ْ إذن دعوا ھذا السریر وھذا العلاج لھذا الشاب الذي مازال علاجھ ممكناً وحیاتھ مفیدة!
ھذا الانھیار الصحي لن یتوقف في إیطالیا التي كانت قبل كورونا أحد البلدان التي تعد
مضرب مثل في الصحة، بل سیمتد إلى معظم إن لم یكن سائر البلدان الأخرى في
أوروبا والعالم، إن لم یكن قد امتد أصلا، إن لم تضع البشریة حدا لھذا الوباء المخیف.
وإذا كان ھذا قد حدث في إیطالیا التي كانت تتمتع بنظام صحي متمكن ومتطور، ما
الذي سیحدث یا ترى في معظم بلداننا، وفي بلدي الیمن أولاً، بلدي الذي لا یملك نظامالكنھا إیطالیا التي تملك مخزونا حضاریا كبیرا وموروثا ھائلا من الصمود
والإستمرار في أقسى الظروف والأزمنة.
وكما قلت في مقدمة ھذا المقال: إیطالیا تبدو مائلة ومتھاویة ولكنھا لن تسقط، تماما
مثل برج بیزا الصامد منذ عدة قرون

صحیا أصلاً كي نقول عنھ إنھ أنھار!
ُّ الأمر جد خطیر، والأخبار القادمة من إیطالیا تزداد سوءاً وحزناً وظلاماً كل یوم.
إیطالیا الجمیلة والساحرة التي اعتادت واعتادھا العالم أن تكون مصدرا للجمال والأناقة
والفن، مصدرا للسحر والألق والحیاة، أصبحت مصدرا لكل ھذا الموت والظلام!

 

شاهد تكملة الخبر في الأسفل 

 


 

جديد اب برس