
انتقد الكاتب والسياسي اليمني المقيم في لندن، علي البخيتي، ترحيب سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون، بقرار العفو الذي أصدره مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، بحق المواطن اليمني حامد حيدرة وأفراد الطائفة البهائية المعتقلين في سجون الحوثي.
وقال "البخيتي" في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، معلقاً على تغريدة لسفير بريطانيا، إن قرار المشاط صدر باعتباره عفو عام عن حيدره والبهائيين، وكأن حرية العقيدة جريمة.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
وأضاف موجهاً حديثه للسفير "آرون": "ترحيبكم به دون الإشارة لضرورة إلغاء النصوص القانونية التي تجرم حرية العقيدة فيه تأييد ضمني للقمع"، متمنياً استشارة خبير قانوني قبل الإعلان عن موقف لكي يدرك السفير الفخ في قرار الحوثيين.
ووجه البخيتي رسالة قائلاً: لا يجب ان ينجر الحقوقيون ولا المنظمات للإشادة بـ الحوثيين لما أسموه بالعفو العام عن حامد حيدرة و البهائيين، العفو بحد ذاته إدانة لحرية المعتقد، فمن متى كانت الاعتقاد جريمة تحتاج لعفو؟، إضافة إلى أنهم اصدروا الحكم لهذا السبب، لكي يصدر عفو ويشاد بهم، استثمار وقح لحرية المواطنين.
وفي سلسلة تغريدات أخرى، قال "البخيتي"، إن عبدالملك الحوثي قال إن هناك تأييد إلهي لهم مكنهم من الصمود، مضيفاً: "لا أدري لماذا يقتصر دور الله عند جماعات الإسلام السياسي على تمكينهم من الصمود وليس من تحقيق نصر حاسم وسريع على الآخر يوقف مأساة ملايين البشر"، متسائلاً: "هل الله عاجز؟، ولماذا يستمتع بدماء وخراب وجوع لخمس سنوات إن كان يتدخل كما زعم الحوثي؟".
واستطرد "البخيتي" قائلاً: "قال عبدالملك الحوثي إن الله يدعمهم عسكرياً واقتصادياً ونفسياً، يتحدث وكأن الله عقيد في جيشه!، يستخف بعقول العجول من اتباعه ويبيعهم خرافة أنه ولي الله، لكنه يقدم الله بصورة العاجز عن نصره وانهاء مأساة الملايين، الله بنظر الحوثي قدرته محدودة جداً جداً، يجاهد لنصرهم منذ ست سنوات ولم يتحقق النصر".
ولفت إلى أن جماعات الإسلام السياسي تتقاتل وكلٌ يزعم ان الله معه، الحوثيون، الإخوان، داعش وغيرها، ويزعم المسلمون أن الله معهم ضد اليهود والنصارى وبقية من ينكرون الإسلام، ويزعم الأخرون ان الله معهم، والحقيقة أن الخالق ليس مع أحد والأديان صناعة بشرية، وكل من يتحدث باسم الله حاشراً له في السياسة دجال وكاذب".
وأشار "البخيتي"، إلى أن الحوثيين يقولون "لولانا ما تمكن اليمنيون من الصمود لست سنوات"، مؤكداً أن هذه مغالطة تنطلي فقط على من وصفهم بـ "العجول"، مؤكداً أن "الحقيقة أنه لولا انقلابهم ما دخلنا في هذه الحرب الملعونة من الأساس، ولما قُتل وجرح مئات الآلاف وتشرد الملايين من اليمنيين. تذكروا كيف كنا قبل انقلابهم، صحيح توجد مشاكل، لكن في حدود".
وقال "البخيتي": "في خطاب لأكثر من ساعة سرد عبدالملك الحوثي إنجازات جماعته خلال ست سنوات من الحرب، ورسم صورة وردية عن اليمن، تتناقض كلياً مع ما يعيشه اليمنيون من مآسي بسبب انقلابه"، متسائلاً: "الذي يعجز هذا المعتوه عن مواجهته هو: هل كانت هذه الحرب الإقليمية في اليمن حتمية أم أن انقلابه هو من جلبها؟".
ولفت إلى أن مأساة اليمنيين الحقيقية هي تحكم معتوه يعتقد أنه ولي الله كعبدالملك الحوثي في مصيرهم، وتتضاعف المأساة عندما يكون رئيسهم هادي الذي وصفه بأنه "معاق ذهنياً" بإجماع المختصين، ولا يستطيع القيام بإدارة شؤونه الشخصية".
وتسائل "البخيتي" قائلاً: "كيف يمكّن (هادي) من حكم دولة كاليمن وشعب من ٣٥ مليون في أخطر أزمة يمر بها في تاريخه؟!".
واستطرد "البخيتي" قائلاً: "يعتقل عبدالملك الحوثي ويخفي قسرياً ويعذب الآلاف من اليمنيين في سجونه ومعتقلاته العلنية والسرية، ويتشدق أنه مستعد لمبادلة أسرى سعوديين بمحتجزين فلسطينيين في المملكة، في مزايدة رخيصة ووقحة".
ووجه خطابه للفلسطينيين قائلاً: "أقول لإخوتنا الفلسطينيين وأنا مطمئن: والله لو عرفتم الحوثي لرضيتم على إسرائيل وشارون"، مضيفاً: "إيران وإسرائيل وتركيا مشاريع قومية توسعية على حساب العرب ولا يمكن لعبدالملك الحوثي الذي يرى الخامنئي مثله الأعلى ويعتبر نفسه جزء من محوره أن يتحدث عن تحرير القدس وفلسطين"، مؤكداً أن "من عجز عن ابتكار حتى ألوان لعلم جماعته تختلف عن ألوان العلم الإيراني هو أعجز عن تصدير قيم التحرر".