
أجازت فتوى یمنیة، أداء صلاة الكسوف في المناطق غیر الموبؤة، بنیة دفع وباء
كورونا.
وقال الشیخ علي القاضي، عضو ھیئة علماء الیمن، في رده على سؤال حول مشروعیة
الصوم والصلاة الخ الطاعات بنیة رفع وباء كورونا او السلامة منھ، بعنوان"قیاس
كورونا على الكسوف !!"؛ فكان جوابھ بأنھ "یجوز ذلك بل ویجوز أیضا لو صلى
الناس في المناطق غیر الموبوءة بھذا الوباء صلاة كصلاة الكسوف !! بنیة دفع ھذا
الوباء".
وأضاف: والادلة حسب علمي ما یلي: أولا : أنھ من التوسل الى الله بالاعمال الصالحة
لرفع البلاء وھو جائز اتفاقا كما في حدیث أصحاب الغار في البخاري ولعموم الادلة
الآمرة بالتقرب الى الله بالطاعات لرفع البلاء قال تعالى (فلولا اذ جاءھم باسنا
تضرعوا) ثانیا: لانھ أمر للناس بالطاعات عند حلول المخاوف والمھالك وھي سنة دل
علیھا قولھ صلى الله علیھ وسلم لما كسفت الشمس في عھده فقال علیھ السلام «فإذا
رأیتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة، وإلى ذكر الله، والصدقة» صحیح ابن خزیمة وسنده
حسن
وفي البخاري (فإذا رأیتم ذلك، فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا ) وفي روایة
للبخاري ایضا(فافزعوا إلى ذكر الله، ودعائھ واستغفاره ) قال الامام ابن بطال :وقد
تقدم أن السنة عند نزول الآیات_أي المخوفة-: الاستغفار والذكر والفزع إلى الله تعالى،
بالدعاء وإخلاص النیات بالتوبة والإقلاع، وبذلك یكشف الله تعالى، ظاھر العذاب قال
الله تعالى: (فلولا إذ جاءھم بأسنا تضرعا )
شرح صحیح البخاري ٣/٤٧ لابن بطال المالكيونحوه قال الامام الباجي في المنتقى شرح الموطأ ٧/٢٢٥
والامام ابن دقیق العید في إحكام الأحكام ١/٣٥٥
وغیرھم من شراح حدیث الكسوف.
وتابع: فلا وجھ اذا لانكار دعوة الناس الى الصوم والصلاة (....) بنیة رفع وباء
كورونا وغیره. ثالثا: كثیر من العلماء حثوا على جواز الصدقة والصوم أو الصلاة في
البیوت لدفع البلاء قال الامام ابن رجب الحنبلي : واعلم؛ أن الشغل بالصلاة في البیوت
فرادى عند الآیات -أي المخاوف كالكسوف والزلازل الخ-أكثر الناس على استحبابھ،
وقد نص علیھ الشافعي وأصحابھ.كما یشرع الدعاء والتضرع عند ذلك؛ لئلا یكون عند
ذلك غافلا. فتح الباري ٩/٢٥٠لابن رجب
رابعا: لواجتمع المسلمون للصلاة جماعة أو الصوم لدفع وباء كورونا فانھ یجوز على
الراجح لفعل بعض السلف لذلك عند حصول زلازل أو ریاح شدیدة أو ظلمة ونحوھا
من الكوارث الطبیعیة، قال الامام ابن رجب :وإنما محل الاختلاف: ھل تصلى جماعة،
أم لا؟ وھل تصلى ركعة بركوعین كصلاة الكسوف، أم لا؟ وظاھر كلام مالك وأكثر
أصحابنا:أنھ لا تسن الصلاة للآیات جماعة ولا فرادى. وفي " تھذیب المدونة " أنكر
مالك السجود للزلزلة. ولا وجھ لكراھة ذلك، إلا إذا نوى بھ الصلاة لأجل تلك الآیة
الحادثة دون ما إذا نوى
ه التطوع المطلق. وقد روي عن طائفة من علماء أھل الشام، أنھم كانوا یأمرون عند
الزلزلة بالتوبة والاستغفار ویجتمعون لذلك، وربما وعظھم بعض علمائھم وأمرھم
ونھاھم، واستحسن ذلك الإمام._اي الامام احمد بن حنبل- وروي عن عمر بن
عبدالعزیز، أنھ كتب إلى أھل الأمصار: إن ھذه الرجفة شيء یعاتب الله بھ العباد، وقد
كنت كتبت إلى أھل بلد كذا وكذا أن یخرجوا یوم
كذا وكذا، فمن استطاع أن یتصدق فلیفعل..
فتح الباري ٩/٢٥٠-٢٥١ للامام ابن رجب. وقال الامام ابن عبد البر الأندلسي :وكان
مالك والشافعي لا یریان الصلاة عند الزلزلة ولا عند الظلمة والریح الشدید ورآھا
جماعة من أھل العلم منھم أحمد وإسحاق وأبو ثور وروي عن بن عباس أنھ صلى في
الزلزلة وقال بن مسعود إذا سمعتم ھادا -صوت لھ دوي-من السماء فافزعوا إلى
الصلاة وقال أبو حنیفة من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج
.٤١٨/٢ الاستذكار
ولفت القاضي الى أنھ " لا حاجة اذا لتشنیع البعض على الدعوة الى ماسبق فھو أمر
یسوغ فیھ الاجتھاد على أقل تقدیر فكیف وقد فعلھ بعض السلف ؟ وحددوا لفعلھ الزمان
والمكان بل واجتمع بعض السلف للصلاة في غیر المخاوف كالصلاة في لیلة النصف
من شعبان كما في لطائف المعارف للامام ابن رجب كما جوز العلماء القراءة على
الموتى والاجتماع علیھا كما في فتاوى الامام ابن تیمیة والفتح الرباني في فتاوى الامام
الشوكاني فاصل الاجتماع على الطاعة مشروع في الجملة وان حصل اختلاف في
بعض متعلقاتھ. ولا شك ان وباء كورونا أخطر من كل ماصلى السلف لدفعھ فالتوسل
الى الله بالطاعات لرفعھ مشروع والله أعلم.
ولا تزال الیمن خالیة من وباء كورونا المستجد، الذي اجتاح حوالي 200 دولة في
العالم.
شاهد تكملة الخبر في الأسفل