
كم تمنیت لو أنني سمعت تصریحاً رسمیاً من دولة عربیة یعلن أن سلاحھ الجوي ھو
الذي ساند الجیش اللیبي في قصف قاعدة الوطیة لأن حكومة الوفاق وربیبتھا تركیا لن
تعلنا ذلك تھرباً من فضیحة أن القاعدة كانت ھدفاً مكشوفاً سھل المنال، وأن الخسائر في
ُعلن أن
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
الآلیات والأفراد كانت فادحة وتمثل صفعة قویة للغطرسة التركیة، بل تمنیت لو أ
سرباً من طائرات تمثل تحالفاً عربیاً ھي التي نفذت تلك الھجمة الرمزیة الرائعة التي
تشعر أي عربي بأنھ رغم كل العملاء والخونة والمتآمرین علینا من بني جلدتنا لصالح
الأجنبي الذي یحلم باستعمارنا مجدداً، ما زال ھناك شرفاء ونبلاء وأحرار یرفضون ھذا
الخزي ویقومون بواجبھم الوطني لردع من یتمادى في طیشھ وغروره.
الوقت لم یعد یسمح بالتحفظ في أشیاء كثیرة لأن الخطر المحدق بنا أصبح حقیقیاً
ومكشوفاً ومن حق العرب الدفاع عن أوطانھم، العالم كلھ شاھد تركیا وھي تنقل كتائبھا
ومرتزقتھا وأسلحتھا إلى لیبیا كغزو علني لبلد عربي تمھیداً لاحتلالھ، وقد أعلن أردوغان
ذلك أكثر من مرة، وصرح وزیر دفاعھ مؤخراً بما یعتقده حق تركیا في ذلك، وفي المقابل
تستمر مواقف الدول الكبرى والأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وكل
الھیئات والمنظمات الدولیة ما بین صمت كامل أو مواقف مائعة، لا تعني سوى التغافل
وغض البصر عما تمارسھ تركیا من عربدة في دولة عربیة وتھدید مباشر مقصود
لمصر، الدولة العربیة الكبرى بشعبھا وجیشھا وتأریخھا ورمزیتھا ومقدراتھا.
في وضع كھذا یمثل خطراً وجودیاً لكل العرب لا مكان للدبلوماسیة والاعتبارات
السیاسیة. عندما وضعت المملكة خطاً أحمر في الیمن للملیشیا الحوثیة وإیران ولم یتم
استیعابھ أعلنت المملكة للعالم بدء العملیات العسكریة في الیمن لتحجیم إیران والحفاظ على
الشرعیة وصیانة الھویة العربیة للیمن. لیس ھناك من خیار عندما یصبح الخطر قریباً من
بابك، ولا مجال للتكتم عن ممارسة حق یكفلھ القانون الدولي للدفاع عن النفس بمنع تھدید
مباشر.
ھكذا یجب أن یكون الأمر، نحن في حرب وجود حقیقیة یجب أن نخوضھا بشجاعة
مكشوفة لأنھ لن یخوضھا أي طرف نیابة عنا ولن تردع المعتدین أي جھود أو مبادرات
سیاسیة كما أثبتت لنا التجارب. والعدو التركي یمارسھا معنا علناً ویصرح عن أھدافھ
بصلف مكشوف یتباھى بھ، فمثلما تشكل تحالف عربي في قضیة الیمن، فلیتشكل تحالف
لطرد تركیا من لیبیا وبتر أصابعھا في المواقع الأخرى التي وصلت إلیھا.