
من مذكرات " السياسي المخضرم ... والشيخ القبلي ... الاستاذ " يحي منصور ابو اصبع "
شاهد تكملة الخبر في الأسفل
بن علي أبو اصبع رحمه الله كانت أول معرفتي به عام 1957م في قريتنا الربادي جاء بصحبة أخيه الأكبر وازع بين علي أبو اصبع وخالهما فيصل عوفان قادمين من الحوري مديرية ذي السفال حيث كانوا عند النقيب قاسم بن حسن أبو ارس ومن المرافقين الدائمين له ولأهميتهما في توجهاته الوطنية ومشاريعه في تغيير النظام الملكي – وسوف أعود في كتابة أخرى عن قاسم بن حسن أبو راس وشخصيته الأسطورية والجذابة، ولأن وازع أبو اصبع هو كبير آل أبو اصبع في برط وفيصل عوفان هو كبير ذو محمد أما قاسم بن حسن أبو راس فكان كبير ذو محمد وذو حسين وشيخ بكيل بدون منازع كنت حينها في الحادية عشر من العمر، ثم التقيت به بعد الثورة السبتمبرية في صنعاء كنت في العاصمة . من أجل السفر إلى القاهرة للدراسة أنا وعلي محمد عبدالواحد دماج وحسن بن قائد دماج بأمر خاص من عبدالحكيم عامر استخرجه الشيخ مطيع دماج، وتأخر السفر بعض الوقت وكنت مقيماً في بيت الشيخ أمين أبو راس وبيت إبراهيم بن علي الوزير عند والدته بنت ابوارٱس. وكان عبده بن علي أبو اصبع موجوداً لمتابعة المطالب العسكرية إلى برط فنويت السفر معه لزيارة والدي الذي كان موجوداً في برط مع قبائلنا ذو محمد من أبناء إب حين تم استدعائهم إلى برط لمعاونة أخوانهم لفك الحصار العسكري الذي فرضه الملكيون على منطقة برط وبقيادة الشيخ مطيع دماج والشيخ امين بن حسن ابو راس و كانت كل القبائل والمناطق المجاورة لجبل برط بيد الملكيين وبقيادة الحسن ابن الإمام يحيى وعند وصولنا إلى برط مدينة العنان عاصمة ذو محمد كانت الأخبار تتواتر عن تقدم ملكي زاحف نحو قلب برط من اتجاه العضلة فما كان من عبده بن علي أبو اصبع إلا التوجه إلى المعركة قبل أن يزور أسرته وقريته في وادي العوصا وجاءت الأخبار بعد أيام عن انكسار الملكيين وكان لعبده بن علي الدور الكبير فشجاعته وإقدامه واستعداده لا نظير له ولم يتوقف عن الدفاع عن الثورة والجمهورية وفي كل الجبهات كانت قبائل ذو محمد وذو حسين الجبل يقاتلون خوفاً من عودة الملكية التي أساءتهم سوء العذاب بعد انتفاضة حاشد وبرط وخولان عام 1960 وذلك بعد طلب الإمام لكبار ذو محمد الذين كانوا في معية الشيخ حميد بن حسين الأحمر تسليم أنفسهم وتمنعهم خوفاً من أن يلقوا نفس مصير حسين الأحمر وإبنه حميد والشيخ عبداللطيف بن قايد بن راجح. أرسل الإمام القبائل المجاورة على برط خطاط وبقاء وعلى حساب الأهالي بقيادة ساري وحامس العوجري واستمروا أكثر من ستة أشهر أكلوا الحرث والنسل لم يبقوا على أغنام أو مواشي وخربوا البيوت وأخذوا الشباب إلى سجن مهلهل رهائن حتى سلم المطلوبون أنفسهم وكان على رأسهم فيصل عوفان ووازع أبو اصبع وحمود بن ناجي القحم وعلي بن ناجي الشايف وعبدالله دارس وأحمد فاضل وغيرهم كثير وبوجه الإمام وصلوا إلى السخنة محافظة الحديدة واستقبلهم الإمام وأمر بضيافتهم على حساب الإمام وعند الاطمئنان تم اعتقالهم ولم يخرجوا من سجن الرادع بصنعاء إلا فجر 26 سبتمبر 1962م ليشاركوا بهذا الحدث العظيم مع العشرات من المعتقلين السياسيين من خولان ونهم وذو غيلان وحاشد وغيرها من الذين اتهموا بالمشاركة في انتفاضة القبائل. واصل عبده بن علي أبو اصبع نضاله في حصار السبعين وكانت برط محاصرة مثل صنعاء فلم تدخل الملكية برط على الإطلاق وبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 تعرض أهالي برط وبالذات ذو محمد للإهمال والتعسف كونهم كانوا محسوبين على المصريين وعلى قوى الثورة الحديثة. وجاءت حركة 13 يونيو وشاركوا فيها بفعالية مع الأخ مجاهد القهالي واستعان بهم الرئيس الحمدي لتأمين محافظة صعدة وتعيين مقبل أبو اصبع قائداً عسكرياً وحمود محمد أبو راس محافظاً وعبده بن علي أبو اصبع قائد كتيبة الحدود في صعدة. عند بروز الخلافات بين الرئيس الحمدي والمشايخ المعروفين وتحويل حاشد ونهم وغيرها إلى معارضة للوضع، لعبت ذو محمد دوراً محورياً في مواجهة هذه المعارضة وتثبيت وضع نظام الحمدي، وعند مجيء نظام علي عبدالله صالح ومعه الكيان القبلي اتجه النظام لمتابعة ومضايقة أهالي برط وتحجيمهم وحصارهم وإلغاء الكثير من مواقعهم ونفوذهم وكان عبده بن علي أبو اصبع في طليعة المتضررين. وعند تحرك قبائل الشمال وبالذات قبائل بكيل ومشايخها إلى عدن جمهورية اليمن الديمقراطية بقيادة مجاهد القهالي كان زميله عبده بن علي أبو اصبع في طليعة الحركة ويحظى بمكانة متميزة لدى مجاهد القهالي وتحركاته كون عبده بن علي أبو اصبع صاحب سطوة وجرأة على جميع المشايخ والقبائل وما زال الأخ مجاهد القهالي في صحة وعافية وبإمكانه أن يقول رأيه بصديقه وزميل دربه عبده أبو اصبع. كنت قد أقنعته في الانضمام إلى الحزب الديمقراطي الثوري اليمني وفعلاً تشكلت أولى خلية حزبية في مناطق شمال الشمال للحزب الديمقراطي عام 1977 من الأخوة محمد محمد الشيبة وناجي محسن الدميني ومهيوب بن علي أبو اصبع وضباط من بيت جزيلان وبيت جراد وعلي بن إسماعيل أحمر الشعر وحسين عمير(عذرا فذاكرتي ضعيفه وهذا معروف لدى اطبائي).. وأما عبده بن علي أبو اصبع فهو المشرف والمشجع فقال أنا لا أصلح للحلقات الحزبية وقد تولى مسؤولية العمل الحزبي في هذه المناطق العقيد علي بن محمد ابواصبع قائد محافظة الجوف حتى اغتياله بسقوط الطائرة التي كانت تقله من صنعا الى الجوف. ثم جاء عام 1979-1980 عند صدور القرار الحزبي بتعيين الدكتور عبدالسلام الدميني مسؤولاً عن محافظة صنعاء وأنا مسؤولاً عن محافظة الجوف ومحافظة صعدة وعند انتقالي إلى محافظة الجوف وصعدة كنت دائماً أتشاور مع أعمامي وازع أبو اصبع ومقبل أبو اصبع ومحمد بن ناجي أبو اصبع وعسكر محسن أبو اصبع لأن منطقتهم كانت مركز تواجدي وانطلاقي إلى المحافظتين حيث برط في وسط المحافظتين. ذهبت إلى العبر محافظة حضرموت على حدود الجوف وكان في المعسكر محمد سيف اليافعي وقاسم عبدالرب من كبار قادة جيش الجنوب وكان اللقاء بيننا بطلب مني شخصياً وكنت أصر وألح على وقف صرف السلاح والذخائر وأن ما صرف منه قد فاق كل التقديرات وتحول إلى تجارة أو فريسة لسلطة صنعاء كما حدث في حرف سفيان عندما تمكن سلاح الطيران من ضرب أكثر من خمس ناقلات من الأسلحة والذخائر وكانت بمعية الشيخ الوطني عبده بن حبيش وكان رأيي أن تصرفات الجنوب في كسب القبائل بالسلاح قد أضر بالعمل الوطني ووضع عقبات كأداء أمام العمل السياسي والعسكري القائم على المبادئ والأهداف الوطنية وليس المتاجرة والابتزاز وكان عبده بن علي أبو اصبع معي في هذا الطرح وبقوة منطقه وصلابة موقفه تمكنا من إقناع المسؤولين عن الوضع القبلي من ضباط الجنوب في وزارة الدفاع. حين توجهنا من العبر إلى وايلة منطقة البقع لمقاومة احتلال السعودية لمناطق خباش والخضراء والعاطفين شرق وايله في موكب كبير من أبناء قبائل ذو حسين وبني نوف وهمدان وسفيان وآل عمار وآل سالم وسحار وبني نوف والعمالسة ووايله والمرازيق والمهاشمة وحاشد وعيال سريح وجبل عيال يزيد والغولة وأرحب ونهم باسم الجبهة الوطنية. تكون الموكب من حوالي ثمانين سيارة كان عبده بن علي أبو اصبع متعب كثيراً فلم يرافقنا إلا أنه نصحني وأرشدني في كيفية التعامل مع القبائل ومع أبناء وايله خاصة الذي سنكون في ضيافتهم قال لي عليك بالأخ مجخر بن راشد بن شاجع ومحمد الحطامي ومحسن بن قمشة وأسماء كثيرة أن هؤلاء لا يمكن أن يفرطو بي أو يقبضوا ثمني. ظلينا في البقع على حدود نجران نصبنا مخيمنا مكان المخيم الذي كان بإسم الإمام المنصور محمد البدر. وفي يوم جاءتنا أخبار أنه تم افتتاح مطعم قريب مننا في البقع وسط الرملة قلنا نذهب لشرب الشاهي ومعرفة من صاحب المطعم وكنت قد راهنت أنه من تعز لأن أبناءها تحملوا نشر المدينة والمدنية في كل ربوع اليمن، وفعلاً طلع أنه شيباني. عند تناولنا للشاهي وصل مسرعاً الأخ محمد الحطامي ومجخر بن راشد بن شاجع وهم من مشايخ آل أبو جباره ووايله وأخذوني من يدي نحو السيارة بسرعة جنونية قائلين بايقتلوك، عرفنا الكمين الآن ولم يمر من الوقت إلا دقيقتين أو ثلاث إلا وسمعنا إطلاق نار كثيف وقتل ستة أفراد من أصحابنا من أبناء المقاش وائله من جماعة محسن بن قمشة قيل حينها أنه كمين سعودي. وهذه نصائح المرحوم عبده بن علي أبو اصبع كان صاحب منطق وقدرة على طرح المواضيع بجاذبية واستحسان واستماع في كل المطارح والمبارز والتجمعات القبلية وتحظى أفكاره ومقترحاته ومعالجاته بالقبول والرضى. وللحديث بقية .. يحيى منصور أبواصبع عن عبدالوارث عبدالكريم.. يحيى منصور ابواصبع .. (3) خلال الفترة الأخيرة من عهد الحمدي.. عبدالوارث عبدالكريم علم سياسي وعسكري وأمني وحزبي قل نظيره، هو من بين ثلاثة قادة في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، ثم في الحزب الاشتراكي آنذاك لم يجري الحديث عن تاريخهم الوطني والنضالي إلا قليلاً وهم على التوالي: 1.عبدالرحمن غالب 2.عبدالوارث عبدالكريم 3.عبده محمد المعمري هؤلاء تميزوا بقدرات تنظيمية وبرؤية سياسية وملكات فكرية وانضباطات في أداء مسؤولياتهم ومواعيدهم ومتابعاتهم الدائمة والحثيثة لإنجاز المهام والتكليفات والزيارات التنظيمية والتركيز على المسائل الثقافية والفكرية في التربية والتأهيل والإعداد لكوادر الحزب، ما يميز الثلاثة من وجهة نظري ومعايشتي لهم هي: عبدالرحمن غالب تفوق في الجوانب الفكرية النظرية والتنظيمية والرؤى الاستراتيجية والسلوك العملي المتواضع وفي كل الظروف الصعبة والقاسية أيام المطاردات الأمنية المكثفة وقدرات على تحمل الفقر والجوع دون أي تذمر و قد تعايشت معه مختفيين معا في مديريات السياني و ذي السفال و جبلة ومدينة اب على مدى عام كامل عندما ضاقت الاوضاع الأمنية في تعز بعد استشهاد الرفيق عبد الجبار عبد الحميد عام 1973 . أما عبدالوارث فإنه يجمع بين القدرات العسكرية والأمنية و السياسية وكان يملك نظرة ثاقبة للآفاق السياسية والتوقعات المستقبلية في ضوء تحليلاته الرصينة لكل التطورات والمستجدات التي كان يتابعها عن كثب، لا يترك شاردة ولا واردة إلا ووضفها في نضالاته التكتيكية لخدمة استراتيجية الحزب. أما ثالثهم الدكتور عبده محمد المعمري فقد جمع كل الصفات والقدرات والإمكانات النظرية والعملية التي توفرت بالقائدين البارزين عبدالرحمن غالب وعبدالوارث عبدالكريم إضافة إلى حصيلته المعرفية في الفكر الاشتراكي العلمي، ربما يعود إلى تفرغه النسبي في قراءة النظرية الاشتراكية العلمية بمفهومها المادي للتاريخ ويتفوق أيضاً بذاكرة قل من يملكها، كان حافظة بإمكانه وضع تقييم ومقارنه للبرامج الحزبية والأنظمة الداخلية ليس فقط لحزبنا بل وللأحزاب اليسارية والاشتراكية على صعيد ما كان يسمى بالمنظومة الاشتراكية تلقائياً دون القراءة من الأوراق. لنعود إلى عبدالوارث والفترة الأخيرة من حكم الرئيس الحمدي. جائتني رسالة مستعجلة بواسطة عبالحفيظ بهران بوصولي إلى صنعاء كنت في إب أشارك وأقود العمل التعاوني في شق الطرقات وإنشاء مشاريع المياه وبناء المدارس وكلها مشاريع حديثة وجديدة ولأول مره في عهد هيئات التعاون الأهلي للتطوير، كان الناس يندفعون كالأعاصير نحو المشاريع التنموية التي لم يعرفونها من قبل، تركوا السلاح والبنادق وحتى بعضهم تخلى عن العسوب (الجانبي) وسأعود في حلقة أخرى عن هذا الموضوع الهام في حقبة تاريخية من حياة شعبنا في عهد الرئيس الحمدي. وصلت صنعاء قيل لي إذهب إلى المسؤول عبدالحميد حنبير، أولا التقيت بالأخ محمد سالم الشيباني أطال الله في عمره وكان في حينه المسؤول السياسي في صنعاء أخبرني أن هناك مخطط سعودي – أمريكي للتخلص من الحمدي بسبب تقاربه مع الجنوب ولقاءاته بالرئيس سالم ربيع علي وأضاف لدينا معلومات دقيقة عن تحركات داخل الجيش وقتها كان محمد الشيباني هذا طاقة متحركة في كل الاتجاهات لا يكل ولا يمل وقد تمكن من نسج علاقات واتصالات مع كل القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة، وقد ظهر عليه القلق من المفاجأت المقبلة وكيفية تجهيز الحزب لمواجتها . طلب مني سرعة اللقاء بالأخ عبدالحميد حنيبر ثم بعبدالوارث عبدالكريم ونصحني بالتشاور والتنسيق مع عبدالحفيظ بهران واحمد قاسم دماج وعبد الله الوصابي وزيد مطيع دماج واحمد منصور ابواصبع . كان محمد سالم الشيباني يغطي عمله السياسي والحزبي باقتدار فريد، التقيت عبدالحميد حنيبر وكان وضعه الصحي متعب. قال لي تحرك على الفور وحاول اللقاء بالرئيس إبراهيم الحمدي وانقل له هذه المعلومات الحقيقية ومن مصادرها. ناولني ورقة قال اقرأها واحفظها ثم مزقها حذار أن تبقى معك وطلب مني التحرك الفوري للقاء عبدالوارث عبدالكريم فهو المسؤول عن الجوانب العسكرية والاستخباراتية ومتابع للأوضاع لحظة بلحظة. رتبنا لقائي بعبدالوارث في منزل أحمد قاسم دماج حسب طلب عبدالوارث لأنه يريد ضرب عصفورين بحجر من جهة اللقاء بي ثم التشاور مع أحمد قاسم دماج حول مختلف الأمور السياسية وغيرها. وأيضاً كما قال لي يريد أن يرى نورية أختي زوجة أحمد قاسم دماج وهو يعرفها بغرض أن يطلب منها الاهتمام بزوجته التي تتعرض لضغوط من أسرتها وخاصة والدتها من أجل فك الارتباط بزوجها عبدالوارث (الشيوعي الكافر صاحب تعز) من أجل يزوجوها قبيلي من أولاد عمها من قبيلة همدان صنعاء وقد نجحت أختي نورية نجاحاً باهراً أراح عبدالوارث كثيراً. قال لي عبدالوارث لدي معلومات طازجة كنت أمس الليل في زيارة ثلاثة من رجال الأمن الوطني والاستخبارات العسكرية وحصلت منهم على آخر ماعندهم من معلومات. مع العلم أن هؤلاء من المكلفين بمطاردة عبدالوارث قبل صدور قرار العفو الرئاسي عني وعنه رغم أنه ليس مطمئن بالكامل فقد كان حذراً يقظاً كان يردد عين الذيب لا تنام. توقع حدوث مكروه للرئيس الحمدي خلال أسبوع أو أسبوعين من اليوم. كان هذا الحديث أثناء الإعداد للاحتفالات لثورة 26 سبتمبر 1977 . قلت له لماذا لم تلتقوا بالرئيس إبراهيم وتضعوه بما تفكرون به وما في حوزتكم من معلومات. أجاب حاولنا والقناة الوحيدة التي تتواصل معه هو الأخ عبدالحميد حنيبر الإ ان هذه النافذة أغلقها الرئيس ولهذا لجأنا إليك للقاء الرئيس للوصول إليه ووضعه في صورة ما لدينا من معلومات وتوقعات وأنت لديك معاريف على علاقة بالرئيس وقدرة على طرح المعلومات دون خوف وبإصرار على أن تقنعه على الاستماع لكل ما جئت إليه من أجله. وقال لي كل من حاول يفاتح إبراهيم بهذه المخاطر يقفل النقاش في وجوههم. ذهبت لأرى أصحابي الذين بذلوا جهوداً مضنية للحصول على موعد عاجل ومضت عشرة أيام. فلجأت إلى الأخ محمد الحمدي الأخ الأكبر للرئيس وقلت له لدي معلومات لا أريد أحد ان يعرفها إلا الرئيس وكان الأخ أحمد منصور حاضراً وهو من سهل هذا اللقاء وتربطه صداقة استثنائية بمحمد الحمدي، وبعد يوم واحد من هذا اللقاء كنت ضيفاً عند الأخ اللواء (رائد في حينه) محمد سري شايع والده شهيد في ثورة 1948 .وهو قريب من الحزب الديمقراطي ومن المرتبطين والمتحمسين للحمدي بكل جوارحه وكان من الحاضرين في الغداء الشيخ عبدالواحد البخيتي وهو إبن خالي وكان طالباً في الكلية الحربية. أخبرني محمد سري شايع أنه جاءه اتصال من بيت الرئيس الحمدي يطلبونك وأنا معك عصر اليوم – أعتقد أنه كان أول أكتوبر 1977 حدثني محمد سري أن المخاطر على الحمدي قائمة ولكنه لم يسمع لأي أحد حتى من أخلص الناس إليه. أيضاً كنت قد التقيت صباح ذلك اليوم بضابط مهم وعلى علاقة وطيدة ببيت أبو لحوم وذو ميول بعثية لكنه في قرارة نفسه أن غياب الحمدي ومشروعه السياسي في بناء دولة مركزية يسودها القانون هو عودة القوى القبلية المقاومة للدولة وللقانون وهذا الضابط هو علي محمد أحمد حسن الحلياني وتربطي به علاقة حميمة منذ الطفولة كما أن والده الشيخ محمد أحمد حسن عضو في الحزب وكثير من أخوانه وأسرته وأهمهم حتى اليوم الدكتور عبدالقادر الحلياني. حصلت منه على معلومات عززت وأكدت ما لدى الحزب والتي صارت في حوزتي / أو في ذاكرتي. ذهبنا إلى منزل الرئيس إبراهيم الحمدي القريب من المدرسة الصينية أنا ومحمد سري شايع منزل عادي متواضع من طابقين وحوش كل مساحة المنزل لا تتجاوز عشر لبن صنعاني. استقبلنا الحارس رأينا في غرفة الحراسة حارسين اثنين فقط والسيارة الخاصة بالرئيس هي نوع فلكسوجن ألمانية صغيرة سماها واحد من مدينة جبلة حين رأى الحمدي يتحرك فيها ويسوقها بنفسه وسط العاصمة قال الرئيس الحمدي يتحرك بالعكبري (الفأر) أي أن السيارة تشبه العكبري. ولا شيء آخر يدل على الرئاسة أو أي سلطة صغيرة أو كبيرة كما هو حال قادة العالم الثالث . دخلنا الديوان وبدأت أخزن قال لي محمد سري شايع لا تخزن حتى يأتي الرئيس إذا طلب منا أن نخزن خزنا وإذا لم يطلب فهو لا يريدنا أن نطول عنده. دخل علينا إبراهيم وكان مريضاً بزكام شديد عطس ونزول وسعلة ويرتدي جرم علاقي وفوطة عدني وحولي (منشفة) وردي ظهر وسيماً جميلاً جذاباً ضاحكاً وبعد السلام قال خزنوا مالكم وأنا سأذهب الى الحمام وأعود وأجرب التخزينة لأنني في وضع صعب (زكام ) جلس أمامنا كان قدامه قات ممتاز ومغسل أعطاني النصف منه وقال لي هذا قضاء الضيافة والغداء في منزلكم في جبلة عند أحمد منصور وعبدالله الوصابي (كان ذلك عام 1971 والحمدي لا يزال في الحزب الديمقراطي) وسألني عن جبلة وإب وبعض الأشخاص وذكر بالإسم عبدالكريم الحشاش أشهر رجل في النكتة والتعليقات الذكية والخبيثة وذكر إبراهيم واقعة من الحشاش قال زرت إب وفي المقيل شرحت أهداف وطموحات اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري شارك الحاضرون في النقاش والحشاش قابع في سفل المكان فقلت له ياحشاش تحدث وساهم في النقاش حول التصحيح المالي والإداري وأعضاء اللجنة وكان الحمدي يذكر الواقعة ويضحك من قلبه ضحك مختلط بالعطس والنزول واستطرد رفض الحشاش الحديث بمبرر أنه مسكين وأمي ولا يعرف بالسياسة فألحيت عليه، فطلب بخبث الأمان وقال بوجهك ياحمدي ما حد يؤذيني فأعطيته الوجه والأمان . قال الحشاش ان اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري أعضائها مثل جمعة الزاجر (سجن إب الرئيسي) .قلت له كيف مثل جمعة الزاجر؟. وضح قال المؤذن قاطع طريق والخطيب قاتل والإمام زاني محصن فانفجر المقيل بالضحك تلاه على الفور صمت. قال الحمدي سد نفسي بهذا التقييم الموجز والفضيع فلم أبقى إلا دقائق وتحركت إلى تعز. ثم طلب مني لماذا هذا الإلحاح على اللقاء وأنا مشغول هات ما عندك يا يحيى منصور قلت له هناك مؤامرة تستهدف النيل من النظام وتوجهاته وشعاراته الوطنية والوحدوية ووقف مسيرة بناء الدولة المركزية، دولة النظام والقانون ووأد الحركة التعاونية الرائدة والارتداد نحو إعادة القوى التقليدية والماضوية، قاطعني هات ما عندك من معلومات. سردت له قائمة من التغييرات العسكرية في أكثر الألوية والكتائب العسكرية والأمنية والتي يقوم بها رئيس الأركان أحمد الغشمي ثم وضعته في التحركات واللقاءات لأحمد الغشمي على كل الاتجاهات بما في ذلك المعارضة القبلية ولقاءاته الليلية الدائمة مع الملحق العسكري السعودي صالح الهديان في أكثر من منزل كما أن توجهاتك نحو الجنوب والزيارات المتبادلة بينك وبين الرئيس سالمين قد دفع المخطط التآمري للقضاء عليك قبل زيارة عدن وكلام كثير أكثر من نصف ساعة وهو يسمع ثم طبزني محمد سري وهو بجانبي إشارة على أنه كفاية وطبعاً محمد سري يعرف إبراهيم وطباعه ومزاجه أكثر مني فتوقفت عن الحديث. قال الحمدي خلصت .. قلت له نعم حتى لا نطول عليك، وفجأة صرخ في وجهي ماذا تريد يا يحيى منصور أنت والحزب الديمقراطي ألا يكفي أنكم رفضتم التعاون معي واليوم تريدون أن توقعوا بيني وبين أقرب الناس إلي ما غرضكم من زرع الريبة والشك بيني وبين معاوني من القادة والضباط الذين خبرتهم طوال حياتي واستمر في كلامه بصوت عال جداً حتى انفعل وقام من متكائه وواصل تعنيفي .حتى علاقتي بالجنوبيين أصحابكم يعملون على تخريبها ويفسرون أن علاقتي بسالمين إضعاف لهم ولحزبهم الطليعي، وتوجه صوب سفل المكان وهو يقول بالصوت العالي شككوني كل الناس في روحي من الغشمي الغشمي الغشمي هذا من أخلص الناس إليا والآن تريدون أن أتصرف مثلكم قتلتم خيرة رجالات الحركة الوطنية في الحزب الديمقراطى امثال عبدالقادر سعيد الذي مات كمداً وقهراً من شعاراتكم الثورية في الكفاح المسلح والزحف على المدن من الأرياف وأن السلطة تنبع من فوهة البندقية. اين عبد الحافظ قايد ؟. اين تلك الكوكبة السياسية الناضجة الذين غيبتموهم عن الساحة ؟. أسرني في أذني محمد سري سوف يحبسنا فأردت أن ألطف الجو المشحون فقاطعته قائلاً والله عادك حافظ الدروس الثورية من حركة القوميين العرب وما بعدها. رد بالقول لقد رفعنا شعارات وتطرقنا في أفكارنا إلا أن الواقع شيء آخر نحن بدأنا نستوعب واقعنا المرير وأنتم لا زلتم حيث أنتم، أبقوا على ما أنتم فأنتم أحرار لكن إياكم وزرع الشقاق بيني وبين أصحابي وهنا قمت من مجلسي وقربت منه قائلاً يا أخ إبراهيم نحن لم نقل هذا إلا محبة فيك وحرصاً على التجربة وتفويت المؤامرات الداخلية والخارجية أعجبك هذا الكلام وإلا رميته عند أرجلك إن شاء الله العب به كبه.. خرجت من هذا اللقاء العاصف وأبلغت الحزب بما جرى وأمرني عبدالوارث بالتوجه إلى إب وأن أعمل على وجه السرعة في ترتيب الأوضاع لمواجهة أحداث مفاجئة و معادية .. للحديث بقية .. يحيى منصور أبو اصبع الليلة العاصفة ... الحلقة (5) .. يحيى منصور أبو أصبع ... في منزل أحمد منصور أبو اصبع الكائن في الدائري الغربي. حضر اللقاء عبد الحفيظ بهران وعبدالله الوصابي واحمد قاسم دماج وزيد مطيع دماج. وهؤلاء جميعاً عباره عن اسره واحده تربطها ببعضها علاقات عضويه. وكل واحد منهم يعتبر قضيته قضيتي ومتاعبي هي قضيته ومتاعبه والجميع في حزب واحد بعد ان سمعوا مني شرحاً وافياً عن اللقاء بالرئيس . كان التربص والقلق وفرك الايدي سيد الموقف. قال الوصابي قلنا تقييمك يا أخ يحيى ما سمعنا هو شرح لما جرى لكن ماذا تستنتج من مثل هكذا حفاوه واستقبال حار حتى نقدر نتكلم . قلت لهم انا عليا الشرح وتوضيح ما جرى اما ما يكون خلف الاكمة وما بين السطور هذا عليكم، انتم اكبر مني سناً وخبره وتجربه وتواجداً في صنعاء .كان التركيز من الحضور على قول الرئيس أنه سيتقبلني في منزله وفي منزله سيجري الحديث حول كل شيء أما القصر الجمهوري فهو بيت الدولة ، وهنا جرى النقاش والاخذ والرد بالصوت العالي تاره والهادئ تاره أخرى حتى كاد ان يسمع الصياح الى الشارع .وأما عبد الحفيظ فلم يقدر على الجلوس كان يلوي من رأس المكان الى سفله .وكاد يحصل على إجماع على عدم الذهاب (( الى القدر المحتوم )) فما زالت ضيافة الحمدي واخيه جاثمة بقوه في عقولهم وقلوبهم ،وما زالت طازجة حاضره تملأ المكان ومن في المكان بضغط ثقيل يكاد يكتم الانفاس ،أما احمد منصور فكان محملقاً الى السقف ويفرك بنانه ويحك انفه بعنف، ولم يبقى أحد معي في الذهاب الى الموعد الا زيد مطيع من منطلق أن عدم الذهاب سوف يدمر المنطقة تدميراً شاملاً. واما من في هذا المكان سوف يتعرضون للاعتقال لان هذه اللقاءات لا شك أن الاجهزة الامنية ترصدها وسوف نقيم على انفسنا حجه اننا وراء فرار الاخ يحيى من صنعاء ،ثم ماذا نقول للشيخ محمد الغشمي وكان الافضل الا يأتي من البداية .وصل عبد الوارث عبد الكريم ومعه علي مثنى جبران قائد سلاح المدفعية في حصار السبعين اليوم ، تنفس الجميع الصعداء بمجيئ عبد الوارث كونه صاحب الكلمة الفصل واما انا وعلى حد تعبير احمد قاسم مخزن ومسجر ومبلبل وكأني في زفة عرس ،قلت له يا استاذ قالوا بالامثال أقتله بين سبعة عرس. واذا انزلت السماء فوق الارض ما يشل الانسان الا وطن رأسه . تحدث الوصابي لعبد الوارث عن الرأي الغالب عند الحاضرين وهو ان الذهاب مخاطره نحو الهاوية وكلام كثير . الان انت مسؤول الحزب والاستخبارات والامن قلنا رأيك قد احنا مشبوجين واقشين .سكت الجميع وعبد الوارث استمر في صمته ويأخذ اغصان قات من عندي فانفجر في وجهه الاخ عبد الحفيظ بهران بلهجته الابيه هيا للمو الترتاح والترخمة قل شيء قرحك قلوبنا ،فأنفجر الجميع بالضحك . قال عبد الوارث ما هو رأي الاخ يحيى وتقديراته في ضوء لقائه بالرئيس وعاد عبد الوارث للضحك من تعليق عبد الحفيظ. قلت سوف اذهب الى بيت الرئيس وانا على ثقة انه لن يحدث لي أي مكروه واتوقع اني لن اخرج من لقائه الا وقد رفع الحملة العسكرية واطلق السجناء وعندي اعتبارات موضوعية سيراعيها الرئيس واذا ارادني بسوء فليس الان وانما في غير هذا الظرف . وقلت لهم شعرت والرئيس يستقبلني انه يريد مني شيء لن يجده الا عندي علق عبد الوارث هذا هو القرار الصائب وهو رأي منظمة الحزب وكان الاخ محمد الشيباني هو المكلف بإبلاغه اليكم الا ان مهمات مستعجلة ارغمته على سرعة التحرك الى الحديدة وتعز ولهذا اكتفي بهذا .واستطرد قائلاً وهذا المناضل علي مثنى جبران وصل امس من دمت ومعه رسالة للأخ يحيى ولمنظمة صنعاء ثم التفت الى على مثنى وقال تحدث الحضور كلهم قادتنا وكبارنا فلا حرج بما تقول قال على مثنى جبران ان رئيس هيئة التعاون الاهلي للتطوير في دمت من بعد خروجه من السجن انتخب بالأجماع من الهيئة العمومية للتعاون في دمت ثم فتح دفتر كان في جيبه وقراء منه رساله موجزة من ناجي محسن الحلقبي وهو عضو لجنة مركزية في الحزب ومسئول العمل الحزبي والعسكري في المنطقة الوسطى. خلاصة الرسالة أنه غير مسموح ترك السلطة تستفرد بمنطقة جبله وجبل التعكر والربادي بعد ان يتم لها سحق المنطقة وتشريد السكان سوف تنتقل وبكل ضراوة الى منطقة اخرى ولهذا قد جهزوا اعداد كبيرة من المقاتلين التابعين لمنطقة حبيش الشعب الثوري . للإنطلاق الى الربادي وينتظرون موافقة الاخ يحيى منصور قلت له الف شكر على الاهتمام والتعاون والتعاضد الا أنني في هذه المنطقة لديا قرار وسياسة منذ أول حمله عسكرية في 72 بعدم المواجهة العسكرية تماماً مهما بلغت الاستفزازات والتحرشات لأنها منطقة حزبية من المخادر الى القاعدة والسياني وذي السفال ومديريات اب وحبيش وبعدان وينبغي ان نستمر في ابعادها عن العمل العسكري . جرى الحديث في امور شتى ثم تفرق الجميع وفي اليوم الثاني وكان يوم جمعة ذهب احمد منصور للأخ حمود قطينة وهو صديقه الشيخ محمد قطينة ،والاخ حمود قطينة هو قائد قوات الاحتياط اكبر لواء عسكري ووضعه في صوره الموقف وعبر له عن قلقه وخوفه عليا فالتزم له انه سيتواصل مع الرئيس وسوف يوصلني بنفسه الى بيت الرئيس، طبعاً حمود قطينة كان محل ثقة الحمدي وهو نفسه كان من رجالات الحمدي المخلصين ولكن ماذا يفعل وقد وقع الفأس بالرأس . ثم جاء يوم الفصل إن يوم الفصل كان مشهودا ،اخذني احمد منصور وعبدالله الوصابي الى منزل حمود قطينه،في الشارع قابلنا الإخوان احمد الكدادي وعايش النصيري وهما من أبطال السبعين اليوم ومن قيادة الحزب العسكرية.اعترضو بشدة على ذهابي إلى الرئيس، وقالوا لقد قتلوا الحمدي وهو قبلة الجيش والشعب ومعبودهما، و علق عايش النصيري قائلا، انت بايدوا لك واحدة حبشية مش فرنسية. علقت عليهما وشكرتهما على خوفهما عليا و قلت لهم المثل الذي يقول من هم الموت قتلته الفجايع . وصلنا البيت وظلوا في حديث عن إب بحكم ان حمود قطينة قد تولى قيادة المحافظة عسكرياً لفترة قصيره وقد وصل الى قريتنا في الربادي اكثر من مره هو واحمد منصور واخيه الشيخ محمد قطينة والكثير من الشخصيات الاجتماعية ذات التأثير الواسع، وكان هو ومجاهد ابو شوارب ويحيى المتوكل على علاقة مباشرة بصدام حسين ومحسوبين على حزب البعث. ثم انطلقنا بطقم حمود قطينة وصلنا بعد اذان المغرب الى منزل الرئيس، جلسنا في غرفة الحراسة في مدخل البيت، كان موجوداً فيها الضباط والقاده احمد فرج، ومحسن سريع، وعلي عبدالله صالح قائد تعز، والشيخ احمد علي المطري ،والشيخ مانع الصيح شيخ منار آنس واخرين والغرفة بسيطة ومؤثثة بأسرة تهاميه خشب سقف النخيل. جرى السلام فقدمني حمود قطينة للحضور هذا الشيخ يحيى منصور ابو اصبع، فز علي عبدالله صالح قائد تعز من مكانه هو هذا يحيى منصور الذي دوخ بنا أدى لنا الدوار كنت اتصور انه طويل عريض بدقن مثل كاستروا واذا هو هذا الحبة والربع ( سيارة تيوتا صغيرة الحجم سريعة الحركة ) واضاف ذلحين رجال الذي وصلت عند الرئيس. واضاف عاد الجماعة في إب بيبعثوا تقارير فيها تهويل انك بعت التعكر لسالم ربيع علي وعندك خبراء كوبيين بس أنا ما صدقت هذا التهويل وتدخل الشيخ احمد علي المطري قائلاً لا تصدقوا هذه الدعايات والتلفيقات على بيت ابو اصبع في اب انا ضامن على يحيى منصور في حال ومال ، اعقلوا هذا من صبيان ذو محمد ،احمدو الله انه قدر يدخل ويتزعم في هذه المناطق وهو في الاصل من برط هيا بطلوا هذه الخزعبلات . ارفعوا العساكر من بيوت ذو محمد في الربادي . هذا الحديث من الشيخ المطري اراحني ورفع معنوياتي وبعد عشرين دقيقة جاء محمد الانسي وطلبني انا والشيخ المطري فقط وعلى الاخرين الانتظار وقدمت الشيخ احمد علي المطري قبلي دخلت وقلت له انت بمقام ابي ولا يمكن أن ترتفع العين على الحاجب. دخلنا الديوان قام الغشمي واستقبلني بالاحضان الى درجة لفت الانتباه الحضور وقدمني هذا الشيخ يحيى منصور ابو اصبع ،كان حاضراً كلاً من عبد العزيز عبد الغني، وعبدالله الاصنج ،وعبد السلام مقبل،والشيخ حمود عاطف، و محمد أحمد الجنيد، ومحمد احمد الكباب اطال الله في عمره واخرين . اجلسني بجانبه وقال لحظة نشوف موجز الساعة السابعة. استمع لموجز الانباء وقام واخذ بيدي نحو الداخل ومرينا بحجرة طويلة ثم حجرة صغيرة حتى وصلنا الغرفة كانت المسافة طويلة رتيبه وكأنها دهر وقد اخذ الرعب والخوف وتوقع النهاية الحتمية اثناء المشي، كان ماسكاً بيدي دون حديث ولا أشعرني بأنه سيؤخذني الى مكان جانبي حتى لا يشاركنا الحديث أحد . وصلنا غرفة اللقاء غرفة مربعة منارة بلمبة حمراء وقفت في باب الغرفة والرئيس ذهب لإنارة الضوء فرأيت الغرفة مكتظة بالمسجلات وأجهزة التصوير وكانت هذه الأجهزة ذات أحجام كبيرة في تلك الأيام . فأردت أن أخرج عن وضعي الصعب وأعصابي المقبوضة الموتورة فتماسكت وتذكرت بيت الشعر ( واذا لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جباناً ) وقلت هذه الاجهزة والغرفة يظهر أنها حق التسجيل رد عليا الرئيس نعم لكن أنا لا أسجل عليك أنت، أنا مش مثل صاحبك كان يسجل لقاءاتك معه ( عرفت أنه يقصد الرئيس الحمدي ) قلت في قراراة نفسي إذاً فهي محاكمة سوف يفتح الشريط حق اخر لقاء بالحمدي الذي حذرته من الغشمي وتحاملت عليه وقلت في نفسي يرحمك الله يا يحيى منصور فقد حاول الاخوان يمنعوني من هذه الضيافة. المهم طار عقلي وذهني في شتى المضارب والمقالب والافاق. فجلس الرئيس على الكرسي وطلب مني الجلوس أمامه، وقال هيا هات ما عندك أشتي أنجز أمورك حتى ندخل بالحديث وأنت مطمئن بلا هموم عن البلاد . فتنفست الصعداء وقد ذكرت نصيحة عبد الوارث واختي نورية حول رباطة الجأش . قلت له عليا حملة عسكرية عاثت فساداً في البلاد وفي بيوتنا وأخذوا عباد الله الى المعتقلات فهل يرضيك تشرد عوائل ونساء ذو محمد في ضل رئاستك . فأستفز وقال أكتب إلى المحافظ و إلى القائد يرفع الحملة فوراً وإطلاق المساجين . قلت له هل أكتب أنا ؟ قال نعم أكتب الذي تريد وأنا أوقع وأختم. أشار على القلم والبياض فبدأت الكتابة وأنا مش مصدق ( نقلة من الموت إلى الحياة ) هل أنا في حلم . كتبت الأخ / محافظ إب المحترم الاخ / قائد إب المحترم بعد التحيه ،،، إرفعوا الحملة العسكرية من الربادي وأطلقوا كافة المساجين من أهالي الربادي وجبلة وعلى الفور ، والاخ يحيى منصور يتحرك حيثما يريد بحرية فقد التقيت به وسوينا كل الأمور . رئيس مجلس القيادة القائد الاعلى للقوات المسلحة أحمد حسين الغشمي قرأتها قال لا مش هكذا بل اكتب أرفعوا الحملة العسكرية عن بلاد يحيى منصور أبو اصبع فوراً وأطلقوا كل المساجين من آل أبو أصبع من دون خسارة أو تكاليف فقلت له المساجين أكثرهم ليس من بيت ابو اصبع. قال المنطقة والمساجين كلهم بيت أبو اصبع، وقلت له نريد اضافة قال ما هي، قلت له اي قضايا أو دعاوى يتركوها على القضاء قال لا أكتب وأي قضايا أو مشاكل داخلية عسكرية أو مدنية أحيلوها على الرئيس دون أي مسائلة على الشيخ / النقيب يحيى أبو أصبع . قلت له نكتفي بواحده شيخ أو نقيب قال شيخ على إب ونقيب هنا عند القبائل، وقع الأمر وختمه بالختم وقال هل أطمئنيت. الأن أنا اريدك وتحدثنا كثيراً استغرق الوقت ساعة كاملة ساتناوله في الحلقة القادمة. المهم خرجت من عنده وكأني قد صعدت الى السماء الرابعة وحلقت فوق الارض ، شيء لا يصدق خرجت وسائق حمود قطينة في انتظاري، مشينا قليلاً واذا اخي احمد منصور خلفنا ومعه عبد الرحمن عز الدين . نزلت من سيارة قطينة وطلعت سيارة احمد اخي . قال عبد الرحمن عز الدين ليش تأخرت هذا الوقت كله . أحمد اخوك قد مات أكثر من مرة واعتقدنا انك قد لحقت بالحمدي . يتبع..... يحيى منصور أبو أصبع