الخميس 08-05-2025? - آخر تحديث الجمعة 29-11-2024?
ليس أردوغان ولا الملك سلمان.. هذا الزعيم المدافع عن حقوق المسلمين المضطهدين في العالم يقع في خطأ فادح (الاسم)

 

شاهد تكملة الخبر في الأسفل 

 


 

جديد اب برس

 

 

 

 

 


 

نائب مدير برنامج آسيا في مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين مايكل غاغلمان بمقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قدم نفسه في الآونة الأخيرة كمدافع عن مسلمي العالم لكنه لم يقل ولا كلمة تتعلق بممارسات حليفته الصين ضد مسلمي الإيغور. ففي الأشهر الأخيرة انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لـ “تشجيعه على الإسلاموفوبيا” وكتب رسالة إلى مدير فيسبوك مارك زكربيرغ دعا فيها المنصة الاجتماعية لمنع المحتويات المعادية للإسلام، وكتب رسالة عامة أخرى دعا فيها القادة المسلمين لمواجهة الإسلاموفوبيا في الدول غير المسلمة. وأكد خان أنه لن يعترف أبدا بدولة إسرائيل إلا في حالة حصل الفلسطينيون على حقوقهم، برغم القرارات الأخيرة من دول عربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل وما تعرضت له باكستان من ضغوط دولية لعمل نفس الأمر. ويعلق الكاتب أن هذه المواقف ليست مفاجئة من خان الذي برز كواحد من المدافعين عن المجتمع الإسلامي العالمي. فخلال عقدين من حياته السياسية ومنذ توليه الحكم في باكستان عام 2018 انتقد الإسلاموفوبيا ودعا إلى إنشاء تحالف دولي لمواجهتها. وشجب الانتهاكات التي مورست على المسلمين في اليمن والشيشان وفلسطين. وأكد خان على أهمية الإسلام بشكل عام. ودعا الباكستانيين للتعلم من التاريخ الإسلامي. وفي 2019 انضم إلى رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جهود لإنشاء قناة تلفزيونية بالإنكليزية تركز على الإسلام. ويأمل بتحويل باكستان إلى دولة رفاه مسلمة تشبه نموذج المدينة المنورة في عهد الرسول محمد. ومن الواضح أن خان ينظر لنفسه كمتحدث باسم القضايا الإسلامية. لكن عمل خان للدفاع عن القضايا المسلمة يشوبه نقص في صمته عما يجري للمسلمين في الصين، مع أن مأزق المسلمين الإيغور في إقليم تشنغيانغ معروف. وهناك أكثر من 10 ملايين مسلم يعيشون في الإقليم تحت رقابة دائمة. ومنذ 2017 تم احتجاز مئات الآلاف منهم ليصل عدد المعتقلين منهم اليوم إلى مليون مسلم، ومنهم نساء متزوجات من باكستانيين (أكثر من 200 امرأة) بحسب تقديرات. وتجري في داخل معسكرات الاعتقال عملية تجريد المسلمين من هويتهم الدينية. وبحسب ريان ثم، الباحث في شؤون الإيغور “يجبرون الناس في مراكز الاعتقال على القول: أنا لست مسلما”. وقال معتقلون سابقون إن الإيغور وغيرهم من المعتقلين المسلمين أجبروا على تناول لحم الخنزير في يوم الجمعة وتم معاقبتهم بصرامة عندما رفضوا. وخارج المعتقلات حاربت السلطات الصينية الإسلام حيث حرمت صيام رمضان واعتبرت ارتداء الحجاب وإطلاق اللحية علامة على التشدد. وتوسعت عمليات القمع للمسلمين لتشمل المسلمين الهوى وغيرهم من مسلمي الأعراق الأخرى الذي يشعرون أن تقاليدهم باتت عرضة للتهديد. وكراهية الإسلام مستشرية في الصين ويتم التسامح معها في المواقع الموالية للحكومة. ونفت الصين أي استهداف للإسلام وقالت إنها تستهدف التطرف والإرهاب. وأشارت إلى الحركة الإسلامية في تركستان الشرقية والحزب الإسلامي التركستاني التي أنشأها متشددون إيغور كمبرر للقمع، مع أن الباحثين يرون أن تهديد هاتين الحركتين محدود على الصين. عندما سأل الصحافيون خان عن الإيغور تراوحت إجاباته من أنه لا يعرف كثيرا عن الموضوع أو أنه يقوم بمناقشته بشكل خاص مع بيجين وعندما سأل الصحافيون خان عن الموضوع تراوحت إجاباته من أنه لا يعرف كثيرا عن الموضوع أو أنه يقوم بمناقشته بشكل خاص مع بيجين. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020 قال أحد مستشاريه البارزين وهو معيد يوسف أن الحكومة مقتنعة 100% إن الموضوع ليس قضية كبيرة “ولدينا صفر قلق، بالمطلق صفر”. وفي حوار مع الكاتب وضح يوسف قائلا إن الأمر ليس قضية كبيرة لأنه تم طرحها بشكل خاص مع بيجين. ويقول داعمو خان أو بعضهم إن صمته نابع من نظرته للقضية كشأن داخلي للصين. ولكن هذا لم يمنعه من وضع ثقله في قضايا تتعلق بمسلمي ميانمار وفرنسا. والسبب الرئيسي وراء صمت خان بسيط: فالصين هي أقرب حليف لباكستان وتعتمد إسلام أباد على بيجين في المساعدات الاقتصادية والدعم السياسي. ومن هنا لا تستطيع باكستان إغضاب الصين من خلال نقد علني لها. وحتى نكون منصفين فهناك قلة من دول غالبية مسلمة شجبت القمع للإيغور وسمحت لسكانها تنظيم تظاهرات ضد بيجين، باستثناء تركيا التي تربطها مع الإيغور روابط عرقية ولغوية واستقبلت أكثر من 5.000 إيغوري. ولكن يجب عدم المبالغة بمظاهر القلق التركي في ظل تعمق العلاقات بين أنقرة وبيجين. وهناك تقارير تحدثت عن ترحيل تركيا لاجئين إيغور إلى الصين. ووقعت تركيا مع الصين اتفاقية ترحيل المطلوبين بين الصين وتركيا في الفترة الأخيرة. ووصفت الصحافة الصينية المعاهدة بأنها لأغراض مكافحة الإرهاب، وربما أدت لترحيل الكثيرين. ويرى الكاتب أن النقد الخجول من العالم الإسلامي لما يحدث للإيغور نابع من عدم رغبة دوله التأثير على العلاقات التجارية والاستثمارات الصينية. وفي 2019 أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانا واحدا أثنت فيه على معاملة الصين للمسلمين الإيغور. وفي بيان ثان وافقت على جهودها لمكافحة الإرهاب وظلت صامتة منذ ذلك الوقت. ومن يدافعون عن خان يقولون إن السياسة الخارجية تدفعها المصالح الذاتية وليست الاعتبارات الأخلاقية، وعليه يجب أن يكون التعبير عن الغضب بطريقة انتقائية. وبالتأكيد فهجوم الولايات المتحدة على الصين لمعاملتها المسلمين الإيغور أشد من شجبها لما يعانيه الفلسطينيون والكشميريون على يد إسرائيل والهند، حليفتا واشنطن. لكن هذا الوضع مختلف، لأن خان يعبر عن مواقفه الداعمة للمسلمين حول العالم ويلتزم الصمت حول مأساة الإيغور والذين يعانون من المظاهر الفظيعة للإسلاموفوبيا وعداء الإسلام الذي تقوده الدولة. ولأن خان الذي يقدم نفسه كوسيط وقوة للسلام ومدافع عن المهمشين فصمته على الإيغور مثير للدهشة. فالإسلاموفوبيا العالمية هي واقع قبيح ويحمد لخان محاولته الوقوف أمامها، ولكن صمته على معاناة المسلمين الإيغور يجعل من دفاعه عن قضايا الإسلام في العالم مجرد كلام فارغ.